حرية – (12/2/2023)
رغم تعدد صور المأساة التي خلفتها فاجعة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر الاثنين الفائت، فإن لازال هناك قصص مأساوية.
وأصبحت كثيرة هي القصص المأساوية التي صعقت العالم أجمع خلال الأيام الماضية، مع انتشال جثث ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، مخلفًا آلاف الضحايا.
الكيف غلاب
ومن بينها قصة الشاب حميدو الموسى. فقد أذهل الشاب العشريني الذي بقي 3 ايام تحت الركام، عمال الانقاذ في أضنة التركية، حين طلب منهم بعد أن سمعوا صوته ووصلوا إليه، الشاي!
فبينما كان عمال الانقاذ يحاولون انتشاله، والتحدث معه، طلب منهم شايا وسكر.
ما دفع عدد من الناشطين على مواقع التواصل إلى مشاركة الفيديو معلقين عليه بأنه صاحب “مزاج”.
وفي السياق، أفاد عمه حسن الموسى للعربية.نت أن حمدو نقل إلى المستشفى الحكومي في أضنة. إلا أنه أشار إلى أنه أمه وأخته لا تزالان تحت الانقاض.
لكن النهاية لم تكن سعيدة بالنسبة للشاب السوري على الرغم من وصوله إلى المستشفى.، إذ فارق الحياة، مساء أمس، بحسب ما أعلن عمه.
وقبل وقت سابق ضجت وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بفيديو مؤثر، يوثق مفاجأه مسن سوري بعودة أبنائه وأحفاده، بعد أن كان اعتقد أنهم قضوا في الزلزال وحفر قبورهم.
وأظهر المقطع المتداول لحظات الفرح خلال اللقاء، فيما كان بعضهم يتلقون العلاج بأحد المستشفيات.
30 ألف قتيل
يشار إلى أنه على الرغم من استمرار أعمال البحث عن ناجين تحت أنقاض الزلزال المدمر، فإن آمال العثور على ناجين بعد مرور 7 أيام على الكارثة بدأت تتقلص.
فيما ارتفع عدد الضحايا إلى ما يقارب 30 ألفًا، الأحد، وسط تحذيرات لمنظمة الصحة العالمية من خطر داهم يهدد أكثر من 5 ملايين شخص بسبب الزلزال.
يأتي ذلك بينما رجح نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أن يتجاوز عدد القتلى في البلدين الـ40 ألفًا.
وكانت المنظمة قد حرّرت بالفعل 16 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع لها، وكانت قد أفادت بأن عدد المتضررين من جراء الزلزال بلغ نحو 23 مليون شخص، لكن هذا العدد ارتفع، اليوم السبت، إلى 26 مليونا، يتوزعون على النحو التالي: 15 مليونا في تركيا، و11 مليونا في سوريا، وأكثر من 5 ملايين من هؤلاء يعتبرون من بين الأكثر عرضة للخطر، وبينهم نحو 350 ألف مسن، وأكثر من 1.4 مليون طفل.
وتفيد تقديرات منظمة الصحة العالمية بانهيار أكثر من 4 آلاف مبنى في الزلزال، وبتعرّض نحو 15 مستشفى لأضرار جزئية أو كبيرة.
وفي سوريا حيث النظام الصحي متداع جراء حرب بدأت في العام 2011، تعرّضت 20 منشأة صحية على الأقل في شمال غرب البلاد، بينها أربعة مستشفيات، لأضرار.
ويفاقم هذا الوضع صعوبة تقديم المساعدات لعشرات آلاف الأشخاص الذين أصيبوا في الكارثة.
ومع تدفّق المصابين بصدمات على أقسام الطوارئ، حذّرت منظمة الصحة العالمية من تعطّل حاد لخدمات صحية أساسية.
وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إن هناك حاجة ماسة لتقديم الرعاية الفورية للمصابين بصدمات، والرعاية التأهيلية لمراحل ما بعد الصدمة، والأدوية الأساسية، والوقاية لمنع تفشي الأمراض والسيطرة عليها وتلقي رعاية صحية ذهنية.
وأشارت الوكالة إلى أن “هدف منظمة الصحة العالمية هو إنقاذ الأرواح بعد الكارثة مباشرة، والتقليل إلى أدنى حد من عواقبها الصحية في نهاية المطاف، بما في ذلك الصحة الذهنية، وإعادة توفير الخدمات الصحية الأساسية سريعا لجميع السكان المتضررين من الزلزال”.