حرية – (14/2/2023)
رأت “المنظمة الدولية للهجرة” التي تتخذ من جنيف مقرا لها، أن تشييد مقبرة ونصب تذكاري، يعد الأول من نوعه بهذا الحجم لتوثيق الإبادة الجماعية للايزيديين، قد بدأ في منطقة صولاغ في سنجار، ليكون معلما تاريخياً للأجيال القادمة.
وأوضحت منظمة الهجرة، غير الحكومية، الناشطة في مجال الهجرة في أنحاء العالم كافة، والتي تعرف عنه نفسها بأنها تعمل عن كثب مع حكومتي العراق وحكومة إقليم كوردستان ومنظمات المجتمع المدني، أن مع استمرار المجتمع الايزيدي في اعادة الاعمار بعد الابادة الجماعية، بدأت رسميا عملية اطلاق بناء المقبرة والنصب التذكاري، وذلك بمبادرة من جمعية “مبادرة نادية” في العام 2021.
ولفتت في تقرير لها ، إلى أن “مشروع المقبرة والنصب التذكاري، جاءت استجابة لطلبات المجتمع الايزيدي، وأن عملية التصميم والتخطيط للمقبرة والنصب التذكاري استغرقت عامين، وذلك بالشراكة مع أفراد المجتمع وأحد المهندسين الايزيديين، وبدعم من المنظمة الدولية للهجرة في العراق والوكالة الامريكية للتنمية الدولية (يو اس ايد).
ونقل التقرير عن الناشطة الايزيدية ناديا مراد، قولها إن “الحزن هو جزء من عملية التعافي.. ووجود مكان للحزن الجماعي وان نتذكر عائلاتنا واصدقائنا وجيراننا، هي مسألة ضرورية للناجين، وخاصة بالنسبة الى الذين عادوا الى سنجار”.
وأضافت أن الفكرة تخدم أيضا “الهدف التعليمي بتذكير العالم بما عانى منه مجتمعنا، وكيف يجب الاستمرار في التركيز على منع مثل هذه الفظائع”.
ونقل التقرير أيضاً، عن رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق جورجي جيغاوري قوله: “عندما يعاني المجتمع من هذا المستوى من الصدمة والدمار، يتحول احياء ذكرى الماضي وذكرى الاحبة المفقودين، من العناصر الاساسية للجهود المبذولة من اجل دعم الناجين خلال عودتهم الى ديارهم من النزوح”.
وتابع جيغاوري: “ما نحاول القيام به هنا: نصب تذكاري من جانب المجتمع، ومن أجله، وهو ما يتلاءم أيضاً مع الأحكام المنصوص عليها في قانون الناجين الايزيديين الذي عملت المنظمة الدولية للهجرة ومبادرة ناديا على دعمه منذ بدايتها، والتي نظل نحن على التزام بها مع استمرار بدء تطبيق التعويضات”.
من جانبه، ذكر خالد طلو خضر، وهو من أبناء المجتمع الايزيدي، وأحد أقارب ضحايا الإبادة، أن “هذه المقبرة ستكون المشروع الاول بهذا الحجم لتوثيق الابادة الجماعية للايزيديين، وسيكون بمثابة معلم تاريخي للاجيال المقبلة، وستقدم رؤية بصرية لحجم الابادة وتأثيرها على مجتمعنا”.
وزاد خضر، بالقول إن “إقامة مقبرة جماعية رمزية سيستقطب انتباه الشخصيات العامة والمهتمين بقضايا حقوق الإنسان والعدالة”.
واعتبر التقرير أن تخليد ذكرى ضحايا الإبادة يعتبر امرا ضروريا بالنسبة للمجتمع الايزيدي فيما لا يزال العديد منهم نازحين داخل العراق بعد أكثر من ثماني سنوات.
ولفت إلى أن “اختيار التصميم النهائي للمقبرة والنصب التذكاري جاء بعد مشاورات مكثفة مع الناجين من النازحين والعائدين، هي خطوة ليس الهدف منها تكريم ذكرى الذين فقدوا، وانما ايضا لتكون بمثابة حافز للتعافي الجماعي للشعب والمجتمع والمنطقة التي صمد أمام صدمة مهولة”.
واختتمت المنظمة الدولية للهجرة، التقرير، بالإشارة إلى أن هذا أول مشروع تخليد بهذا الحجم والنطاق يتم إقامته في سنجار، ويهدف تصميم المبنى الى المحافظة على ذكريات الايزيديين في سنجار وتكريمهم، وسيكون بمثابة مكان لإحياء ذكرى المجتمع الايزيدي عامة.