حرية – (16/2/2023)
يعتزم ديفيد مالباس رئيس البنك الدولي التنحي بشكل مبكر عن منصبه، في قرار وصف داخل أروقة البنك بأنه “مفاجئ”، فيما تشير تقارير إلى أن القرار يرتبط بشكل ما بالبيت الأبيض.
ووفقا للمتبع منذ فترة طويلة، فإن حكومة الولايات المتحدة هي المنوط بها اختيار رئيس البنك الدولي فيما يختار القادة الأوروبيون رئيس صندوق النقد الدولي.
وعين دونالد ترامب، مالباس في المنصب عندما كان رئيسا للولايات المتحدة.
لكن الرجل تعرض لانتقادات من البيت الأبيض الذي يحكمه جو بايدن حاليا، بسبب عدم وضوح موقفه من الإجماع العلمي على الاحتباس الحراري العالمي.
المناخ والبيت الأبيض
تمارس الأمم المتحدة وقادة العالم والجماعات البيئية ضغوطا منذ أكثر من عامين من أجل تغيير قيادات البنك الدولي لتمهيد الطريق لاختيار رئيس جديد يجري إصلاحات على مسار عمل البنك كي يستجيب بشكل أكبر لقضية تغير المناخ.
وتجدد الضغط على مالباس في سبتمبر أيلول عندما تعثر رئيس البنك الدولي في أثناء إجابته على سؤال حول ما إذا كان يؤمن بالإجماع العلمي على تغير المناخ وهو ما أثار إدانة البيت الأبيض.
وواجه مالباس اتهامات من نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور بالتشكيك في مسألة المناخ والامتناع عن تعزيز التمويل لمشاريع المناخ في البلدان النامية.
وخلال حوار نظمته صحيفة نيويورك تايمز في اليوم التالي، رفض ديفيد مالباس ثلاث مرات أن يؤكد ما إذا كان يعترف بدور الوقود الأحفوري في الاحتباس الحراري. وقال في نهاية المطاف تحت ضغط الجمهور “أنا لست عالما”.
وبدأت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين مؤخرا في اتخاذ إجراءات قوية لإصلاح الطريقة التي يعمل بها البنك الدولي لضمان زيادة حجم الإقراض بهدف مكافحة تغير المناخ والتحديات العالمية الأخرى.
استقالة مفاجئة
قال ديفيد مالباس (66 عاما) أمس الأربعاء إنه سيترك منصبه بحلول نهاية يونيو حزيران.
ويتبقى لمالباس أقل من عام على انتهاء فترته التي تستمر خمس سنوات.
وتولى مالباس رئاسة البنك الدولي في أبريل نيسان 2019 بعد أن كان يشغل منصب وكيل وزارة الخزانة الأمريكية للشؤون الدولية في إدارة ترامب.
ولم يحدد مالباس السبب الذي دفعه لاتخاذ هذه الخطوة قائلا في بيان “بعد تفكير طويل، قررت خوض تحديات جديدة”.
وقال مالباس في بيان إن المجموعة “متينة في أساسها، وقابلة للبقاء ماليا وفي وضع جيد لزيادة تأثيرها على التنمية في مواجهة الأزمات العالمية الملحة”، مؤكدا أن استقالته “فرصة لانتقال سلس للقيادة”.
وقالت مصادر بالبنك إنها فوجئت بقرار التنحي قبل اجتماعات مشتركة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمقرر انعقادها في المغرب في أكتوبر تشرين الأول.
شكرا “مالباس”
من جهتها، تقدمت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بالشكر إلى مالباس على الفترة التي قضاها في رئاسة البنك قائلة إن العالم استفاد من دعمه القوي لأوكرانيا، وعمله الدؤوب لمساعدة الشعب الأفغاني، والتزامه بمساعدة البلدان منخفضة الدخل على تحقيق استدامة تحمل الدين من خلال تخفيضه.
وقالت يلين إن الولايات المتحدة ستعلن قريبا عن مرشحها لخلافة مالباس وعبرت عن تطلعها إلى “عملية ترشيح شفافة وقائمة على الجدارة وسريعة لاختيار الرئيس القادم للبنك الدولي” من قبل مجلس إدارة البنك.
وكان البنك الدولي قد خصص العام الماضي أكثر من 104 مليارات دولار لإقامة مشروعات على مستوى العالم حسبما أفاد التقرير السنوي للبنك.
وقال مصدر مطلع لرويترز، أن نهاية السنة المالية تمثل وقتا طبيعيا لترك المنصب.
ومن المتوقع أن يعتمد محافظو البنك الدولي خارطة طريق إصلاحية للبنك مع إجراء القليل من التعديلات عليها خلال اجتماعات الربيع التي من المقرر أن يعقدها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في منتصف أبريل نيسان.
والبنك الدولي تأسس في 1944 ويدعم مشاريع التنمية.
وهو يضم حاليا 189 دولة عضو وأكثر من عشرة آلاف موظف في جميع أنحاء العالم.