حرية – (22/2/2023)
تناول موقع “سيمبل فلاينغ” الكندي المتخصص بأخبار الطيران، الزيارة السرية التي قام بها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الى العراق في العام 2003، والمخاطر التي رافقتها، والتي تضمنت احتمال استهداف الطائرة الرئاسية “إير فورس 1” بصواريخ ارض جو، او باستهداف المطار بقصف مدفعي أثناء وجوده فيه.
وبعد اشارة الى زيارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الى وارسو جوا، ثم عبوره الى كييف من خلال القطار لأسباب أمنية قبل يومين، ذكر التقرير، الذي نشر باللغة الإنجليزية، بأن زيارة بوش جرت في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2003، وذلك بهدف تفقد القوات الامريكية التي كانت قد أسقطت نظام صدام حسين.
وتحت عنوان “التسلل الى العراق”، ذكر التقرير ان بوش وفريقه الامني كانوا وقتها يشعرون بالقلق من احتمال استهداف طائرة الرئاسة “إير فورس 1” او اي مكان اجتماعات الرئيس الأمريكي بهجمات من جانب قوى “إرهابية” في داخل العراق.
واشار التقرير الى ان الخطة كانت تتمثل في تسلل بوش وعدد صغير من الموظفين الموثوقين، والانتقال من مزرعته في تكساس إلى طائرة الرئاسة في قاعدة اندروز الجوية الواقعة في جنوب شرق واشنطن العاصمة.
واوضح التقرير انه من المهم الاشارة الى ان اي طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية ويكون الرئيس الأمريكي على متنها الرئيس تسمى تلقائيا “اير فورس 1″، وهي قد تكون من طراز ” VC-25A ” المعدلة من نموذج “بوينغ 747-200 ” والتي تتضمن انظمة دفاعية مثل المشاعل والتشويش وغيرها، او قد تكون من طراز ” C-32A ” التي تنتمي هي إلى نموذج “بوينغ 757” المعدلة
وأشار التقرير الى أنه بمجرد هبوط الرئيس بوش وفريقه في قاعدة اندروز الجوية ، انتقلوا الى الى طائرة ” VC-25A ” ، للبدء بالرحلة الجوية من هناك نحو بغداد.
وأوضح التقرير أن الخطة كانت تتمثل في الإبلاغ عن رحلة طيران تخفي الواقع انها “إير فورس 1”.
وأضاف نقلا عن المؤرخ انتوني بيرغن، فإن الرئيس بوش أصر على منع الاتصالات مع المراسلين الذين تجمعوا في قاعدة اندروز الجوية.
ولفت التقرير الى حدوث اتصال لاسلكي محدود، واحتمال حدوث رصد بصري من طرف طيار تابع للخطوط الجوية البريطانية بالقرب من لندن، جرى العمل على ضمان سرية الرحلة، واصبح بامكان “إير فورس 1” المضي قدما برحلتها الرئاسية الى بغداد تسللا، من اجل ان يتمكن بوش من المشاركة في عيد الشكر العام 2003.
وذكر التقرير أنه رغم وجود قوة عسكرية امريكية كبيرة على الاراضي العراقية، الا انه كانت هناك مخاطر باحتمال حدوث استهداف للطائرة الرئاسية باستخدام انظمة صاروخية محمولة على الكتف، او تعرض مطار بغداد الدولي لقصف صاروخي او بالمدفعية.
وبحسب المؤرخ بيرغن فقد كتب انه على ارض المطار في بغداد، كان هناك وحدة من القوات الخاصة الامريكية التي أبلغت بأن هناك “شخصية رفيعة المستوى VIP” ستصل الى المطار، ولم تكن هذه القوة هناك من أجل القيام بمراسم استقبال رسمي، وإنما بهدف بحت يتمثل بتأمين الحماية.
وأضاف المؤرخ ان مطار بغداد كان مكانا خطرا، ولم يكن المتمردون والارهابيون بحاجة إلى سبب لكي يفجروا طائرة في السماء، موضحا أن القوة الخاصة كانت تأمل فقط بأن تهبط الطائرة بسلام ويتم نقل الشخصية ال “VIP” الى المنطقة الخضراء بأسرع وسيلة ممكنة، وبسلام.
وتابع التقرير أن طائرة الرئاسة حطت بأمان في بغداد، وتمكن بوش من إلقاء خطاب لرفع المعنويات لجنود الجيش الأمريكي الذي كان يسعى الى ترسيخ الديمقراطية في العراق.
واشار التقرير الى انه بفضل مهارة وشجاعة طاقم طائرة الرئاسة، فإن بوش تمكن من توجيه رسالة الى العراقيين، قال فيها :”لدي رسالة للشعب العراقي.. لديكم لحظة من الفرصة لاغتنامها واعادة بناء بلدكم العظيم، على قواعد الكرامة الإنسانية والحرية. لقد ذهب نظام صدام حسين نهائيا”.
كما تابع التقرير أنه بعد تناول عشاء عيد الشكر مع الجنود الأمريكيين، عقد بوش اجتماعا مع أعضاء مجلس الحكم العراقي للتأكيد على رسالته هذه، ثم تمكنت الطائرة الرئاسية بعد ثلاث ساعات من هبوطها، من مغادرة العراق من دون حوادث، قبل أن يتمكن العالم من أن يرى ويسمع عن زيارة الرئيس بوش.
والان، بعد 20 سنة، قال التقرير ان العراق يسير بشكل جيد على درب المصالحة وإعادة التأهيل، بالرغم من الاضطراب بهذه الديمقراطية الناشئة.