حرية – (23/2/2023)
أحمد الحمداني
العراق من البلدان متعددة الأديان والطوائف والقوميات وهذا هو جمال العراق. تفاجئ الغالبية من العراقيين بقانون منع استيراد وبيع وتصنيع الخمر!
أساساً هذا القرار يتعارض مع مواد الدستور العراقي الذي يحمي حقوق الأقليات وأيضاً يحمي الحريات من الضروري أن نراجع هذا القانون وكثير من القوانين الأخرى. حيث أنني عندما أتحدث عن ضرورة النظر بالقوانين وإعادة صياغتها هو لأنني أرى فيها من الظلم الذي يطال الناس. وهذا يعني أن القانون يساهم بهجرة المواطنين إلى خارج البلد بحثاً عن متنفس الحرية وكذلك يساهم القانون هذا في إخراج العملة الصعبة إلى خارج العراق وغيرها من الأمور الأخرى.
البعض سيقول ماذا يتحدث وماذا يكتب هذا الكاتب (وليش متضايق من القانون) ؟
القانون ليس قرار والقانون لا يلغى إلا بقانون وجلسة برلمانية وهذا ايضاً يعد إشكالا لأن أغلب الكتل في البرلمان من الكتل الإسلامية التي تشرع وجهة نظرها الحزبية وليست مطالب الشعب أو تشرع فقط لجماهيرها وليس للشعب وتلك ايضاً مشكلة حقيقية.
الموضوع أين نريد ان نذهب بهذا البلد بعد ٢٠ عام من الفشل في السياسات المتبادلة لا أتوقع يوجد فينا أقصد الشعب يكره بلده و يرغب بالهجرة لكن عندما نقارن التأريخ المعاصر ونعود لقراءة تأريخ الستينات والسبعينات أشاهد العراق في أجمل أيامه. الشعب اليوم يحن إلى الماضي على حساب الحاظر وهذه مشكلة عقلية لأن من المفروض أن يكون حنينا لمستقبل زاهر لنا ولأولادنا على عكس الحاضر.
لا أرغب بأن أكون أحد المعارضين لحكم كنت شخصياً جزءاً منه. وأتوقع حتى لحظة كتابة مقالي هذا بامكانية حدوث التغير.
لنتحدث بصراحة أكثر وأكون جريئاً بعض الشيء واعتبروني أسس للجنة (المصارحة والمصالحة).
اين نريد الذهاب؟
ولماذا نسوق البلد بهذه الطريقة؟
ولماذا نرغب بصناعة بلد تابع مقلد وليس مقلد؟
اليوم العالم يرغب بالتقدم بالحريات ونحن نحاول تقييد الحريات لحسابات كثيرة أرجو من النواب المدافعين عن الحريات أن ينصفون ما تبقى من الوطن الذي أثقلته الأزمات والخلافات.
أود أن أذكر نبذه تأريخية بسيطة عن تأريخ العراق وعلاقته بالخمر.
شرب أهل العراق الخمرة منذ أقدم الأزمان منذ أكثر من 5000 سنة ، حيث عرفه السومريون والآشوريون والبابليون ومن بعدهم.
(سأتحدث بالعامية وبمصطلحات بغدادية عراقية)
في العراق كان الناس يسمون العرق بـ (حليب سباع) .. والسبع هو الأسد ، لأن العرق بعد إضافة الماء له يصبح بلون الحليب، والبعض أحب أن يعتقد بأنه من مظاهر الرجولة وشراب الشجعان والسباع، وإلى وقت قريب كانوا يسخرون من شارب البيرة والنبيذ ويعتبرونهم مُبتدئين ويسمونهم (لحيمية).
هسه لا اللحيمي سلم على نفسه ولا العركجي سلم على روحه!!!