حرية – (1/3/2023)
بعد يوم واحد من إعلان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تلقي بلاده رسالة من واشنطن عبر بغداد، نقلها إليهم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، نفت الخارجية الأميركية صحة المعلومة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: «إنهم لم يبعثوا بأي رسالة عبر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى نظيره الإيراني»، مؤكداً أن إحياء «خطة العمل الشاملة المشتركة لم يكن مطروحاً على جدول الأعمال منذ أشهر».
وأضاف برايس خلال مؤتمر صحافي ردّاً على سؤال حول هذه الرسالة: «لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، السلطات الإيرانية فقط تستطيع أن تجيب عن سبب استمرارها في الكذب، ويمكن للسلطات الإيرانية أن تكرر كلماتها بقدر ما تريد، لكن هذا لا يغير الحقيقة وراء القصة».
وأوضح حول هذا الموضوع، أن «إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لم يكن على جدول الأعمال منذ أشهر، ولم نرسل أي رسالة إلى إيران. لا أستطيع أن أقول لماذا تحاول السلطات الإيرانية خداع العالم». وتطرق برايس إلى وضع حقوق الإنسان في إيران، واصفاً إياه بأنه «مؤسف»، وذلك رداً على كلمة لوزير الخارجية الإيراني ألقاها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مبيناً أن «وجود وزير خارجية هذا البلد في مجلس حقوق الإنسان يذكرنا بنفاق النظام الإيراني».
وكان عبداللهيان، الذي زار العراق الأسبوع الماضي، لعدة أيام، التقى خلالها كبار المسؤولين العراقيين، بمن فيهم الرئيس العراقي السابق برهم صالح، أعلن قبيل توجهه إلى جنيف للمشاركة في مؤتمر حقوق الإنسان، أنه تلقى من نظيره العراقي فؤاد حسين، الذي كان في واشنطن أوائل الشهر الماضي، «رسالة» من أميركا مفادها أن الجانب الأميركي «مستعد» لإحياء الاتفاق النووي.
وقال الوزير الإيراني إن الحكومة الإيرانية «رحبت دائماً بمسار الدبلوماسية والتفاوض»، و«لم تنأَ بنفسها» عن المفاوضات. ومضى عبداللهيان قائلاً إن بلاده لن تقدم تنازلات لواشنطن، وستعمل على التوصل إلى اتفاق في إطار خطوطها الحمر. كما أكد أنهم غير مستعدين «لإبرام اتفاق قبل تسوية ملف اتهامات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنا».
من جهتها، فإن بغداد التزمت الصمت حول ما إذا كان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نقل رسالة من واشنطن إلى طهران تتعلق بالملف النووي أم لا. ولم يصدر عن الحكومة العراقية ممثلة بالخارجية أو رئاسة الوزراء أي توضيح بشأن ذلك.
وكانت إيران وقبيل زيارة عبداللهيان إلى بغداد بيوم واحد، استقبلت رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي الذي ظهر في صورة رسمية مع وزير الخارجية الإيراني. ومع أن الكاظمي أصدر بياناً عن زيارته إلى طهران ولقاءاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، فإنه لم يعلن فحوى المباحثات إلا عبر خطوط عامة تتصل بما يدور في المنطقة من شواغل.
لكن التكهنات التي تلت لقاء الكاظمي مع عبداللهيان أو البيان الذي أصدره مكتبه تراوحت بين إبداء الكاظمي الرغبة في مواصلة دور الوسيط بين طهران والرياض من جهة، وطهران وواشنطن من جهة أخرى، ودعوة إيران نفسها للكاظمي للقيام بهذا الدور، بعد أن كانت تراهن على زيارة قريبة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن، وهو ما نفاها السوداني، الذي اكتفى حتى الآن، بإيفاد وزير خارجيته فؤاد حسين إلى العاصمة الأميركية.
من جهته، فإن فؤاد حسين كان كشف بعد عودته إلى بغداد وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، أنه «تم البحث في القضايا الإقليمية والدولية ونتائج زيارتنا إلى واشنطن المتعلقة بالجانب الإيراني». وأضاف أن «مسألة المستحقات الإيرانية كانت جزءاً من مباحثاتنا في واشنطن»، مضيفاً: «نتمنى عودة واشنطن وطهران إلى مباحثات فيينا». وأوضح وزير الخارجيَّة أن «التوصل إلى تفاهمات بين إيران وأميركا مهم للعراق».