حرية – (2/3/2023)
طوَّر باحثون من جامعة “سيدني” الأسترالية للتقنية، جهازًا جديدًا يمكنه اكتشاف الخلايا السرطانية وتحليلها من خلال عينات الدم، لتمكين الأطباء من مراقبة مرضى السرطان ورصد تقدم علاجهم دون الحاجة إلى عمليات الخزعة الجراحية.
وأشار الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة “بايوسينسرز آند بايو أيليكترونيكس” العلمية المتخصصة بأبحاث أجهزة الاستشعار والإلكترونيات الحيوية، إلى أن الخلايا السرطانية تخضع للتحليل الجيني والجزيئي بمجرد تعرّف الجهاز عليها، للمساعدة في تشخيص السرطان وتصنيفه، ثم وضع خطط خاصة لعلاجه.
الجهاز الجديد قادر على الكشف عن الخلايا السرطانية المنفصلة عن الورم الخبيث الأولي المنتشرة في مجرى الدم.
وقال الأستاذ الدكتور ماجد واركياني، المشارك في الدراسة، إن “الحصول على خزعة قد يسبب للمريض شعورًا بعدم الراحة، فضلًا عن ارتفاع التكاليف وزيادة خطر حدوث مضاعفات”؛ وفقًا لموقع “ميديكال إكسبريس”.
وأوضح واركياني أن “التشخيص الدقيق مهم جدًّا، والاعتماد على تقنية تقييم الخلايا السرطانية في عينات الدم، أكثر أمانًا من أخذ الخزعات، فهو يسمح للأطباء بإجراء فحوصات على نحو متكرر ويحسن مراقبة استجابة المريض للعلاج”.
ونوه الباحثون إلى أن الجهاز الجديد قادر على الكشف عن الخلايا السرطانية المنفصلة عن الورم الخبيث الأولي المنتشرة في مجرى الدم، ويستخدم بصمة “أيضية” فريدة للسرطان لتمييز الخلايا السرطانية عن خلايا الدم الطبيعية.
وتقف الخلايا السرطانية المنتشرة في مجرى الدم وراء معظم حالات الوفاة المرتبطة بالسرطان، لذلك فإن دراستها من خلال الجهاز الحديث تقدم تصورًا واضحًا عن ماهية الورم الخبيث، وتساعد في وضع خطط علاجية فعالة وتطويرها.
وتبرز أهمية التقنية الجديدة في تخفيها للتكاليف، في ظل ارتفاع تكاليف التقنيات الحالية لأخذ الخزعات، فضلًا عن توفير الوقت والجهد واعتماد التقنيات التقليدية على جراحين مهرة؛ ما يقيد تنفيذها في كثير من الحالات السريرية.
وركز الباحثون في تقنيتهم الجديدة على سهولة استخدامها في المختبرات البحثية والسريرية دون الاعتماد على معدات معقدة أو أطباء مهرة؛ ما يسهّل تشخيص مرضى السرطان ومراقبتهم بصورة عملية وفعالة من حيث التكلفة والوقت.
وقدم الباحثون طلبًا للحصول على براءة اختراع مؤقتة لجهاز كشف الخلايا السرطانية، وهم حاليًّا بصدد وضع خطط لتسويق المنتج وانتشاره عالميًّا.