حرية – (4/3/2023)
زعم تقرير لمعهد “بروكنغز” الأميركي أن التنافس الشيعي والخصومات والصراعات بين القوى الشيعية، أو حتى الصراع الإقليمي، قد يؤدي إلى كسر الهدوء القائم في العراق منذ مجيء محمد شياع السوداني إلى الحكم،
وذكر تقرير المعهد الذي أعده رنج علاء الدين، أنه ومنذ تعيين السوداني في أكتوبر 2022، فإن قوات الحشد الشعبي، تستعيد حضورها، وهي برغم العديد من التحديات والنكسات الخطيرة منذ 2018، إلا أنها أظهرت قدرة ملحوظة على التعافي من ضعف القيادة والانقسامات الداخلية، ومن الهزيمة الانتخابية الكبيرة وخسارة رصيدها السياسي.
وأضاف المعهد الأميركي إن الحشد الشعبي نجا من الضغوط التي تسببت بها الاغتيالات الأمريكية بـ2020 لقائده السابق المهندس، وسليماني، ومن الخطوات التي اتخذها الكاظمي.
فالحشد لم يظهر مرونته فقط، وإنما احتفظ بالمزايا السياسية والعسكرية التي من المرجح أن تجعل منه قوة لا يستهان بها لعقود مقبلة.
التنافس الشيعي يهدد أمن العراق
وحول الأوضاع السياسية أفاد تقرير المعهد: أكثر الصعوبات التي تواجه الحشد أهمية، تلك المتعلقة بالخصومات السياسية بين القوى الشيعية.
فقوة الحشد ونقاط ضعفه برزت في أغسطس 2022، عندما كاد العراق ينزلق إلى حافة الحرب الأهلية بعد المواجهات بين الحشد وحلفائه في الإطار، وبين منافسهم، الصدر الذي يمتلك جناحا مسلحاً يتمثل بـ “سرايا السلام”.
وأكد التقرير أن الصدر سيظل يمثل تحديا كبيرا للحشد في عملية التنافس ع الخلافة للقيادة الدينية المستقبلية، وفي المعارك على النفوذ الاقتصادي وفي السياسة اليومية.
موضحا إن الصراع الشيعي والضغوط الخارجية، لن تكون تهديدا لقوى الحشد وحدها، بل أنها قد تشعل المزيد من العنف حتى اندلاع حرب أهلية أخرى.
انسحاب التيار الصدري نعمة لآخرين!
ولفت إلى أن قرار الصدر التخلي عن آماله في تشكيل الأغلبية وانسحابه -ربما مؤقتا- من الصراع السياسي، ما مهد الطريق أمام مجيء السوداني.
وهذه النتيجة كانت نعمة لقوى الحشد الشعبي الذي رسخ نفسه داخل الدولة، وعزز إمكاناته الاقتصادية وعمد إلى تنويع مصادر إيراداته وشبكة المحسوبية.
وأضاف إن أتباع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المقدر عددهم بين مليوني – 3 ملايين، يوفرون له قاعدة اجتماعية سياسية كافية.
مبينا إن صراع الخلافة الدينية المقبل، سيؤجج التنافس بين الصدر وقوى الحشد الشعبي وحلفائه السياسيين، مثل حزب الدعوة.
ويخلص التقرير في جزء من تحليلاته إلى أن التنافس الشيعي قد تتحول إلى عنف متزايد، وان ما جرى في أغسطس الماضي، هو عرض مسبق لما يمكن أن ينتظر العراق مستقبلا.