حرية – (5/3/2023)
قال موقع ” Middle East Eye” الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له أن العراق فاقم أزمته المالية وساهم في انخفاض قيمة عملته من خلال سداد ديونه لإيران بالدينار العراقي، ومعظم أو كل الدين الذي كان عليه تمت تسويته، مع سداد الدفعة الأخيرة في أكتوبر 2022.
وأضاف التقريرأنه “بدلا من الدولارات التي تلقتها إيران قبل العقوبات – لتسديد دينها – استخدمت حكومة بغداد الدينار العراقي بدلا من ذلك هذه المرة. ونظام الدفع الجديد تم وضعه في خضم الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كانت ستتبع حتما خفض إمدادات الطاقة في العراق”.
وبين أنه “رغم تسديد الدين العراقي لإيران بالدينار، إلا أن طهران كانت سابقا قادرة على تحويل هذه الدنانير إلى الدولار – وهو أمر أكثر فائدة بكثير – باستخدام مزاد العملة. لكن منذ نوفمبر، فرض الفيدرالي الأمريكي، قيودا تهدف إلى منع إيران من الوصول إلى هذه الـدولارات ومكافحة غسل الأموال”.
ويؤكد الموقع الممول قطرياً “لم يكن سداد الدين الإيراني بالدينار العراقي خطوة محسوبة، والأزمة المالية التي نعاني منها حاليًا سببها هذه الخطوة الغبية”.
ولفت: “مع تجنب إيران – وغيرها الآن – تغيير الدينار من خلال مزاد العملة، لم يتمكن العراق من مبادلة دولاراته بالعملة المحلية التي يحتاجها لتلبية احتياجاته. فإيران حصلت على كميات ضخمة من العملة العراقية وهي في حاجة ماسة إلى الدولار الأمريكي”.
وكشف الموقع البريطاني أنه “في أبريل 2022 عندما دخل العراق في فراغ سياسي بعد الانتخابات، اقترح الصدريون قانون الطوارئ ليكون بمثابة ميزانية مصغرة. كانت الديون المستحقة لـإيران والتي تراكمت منذ 2019 واحدة من أكثر القضايا إلحاحا بالنسبة لحكومة الكاظمي في ذلك الوقت”.
وعلق سياسي عراقي مقرب من طهران على القضية بالقول: “الإيرانيون أذكياء للغاية ويستثمرون في كل التفاصيل التي تخدم أهدافهم. وقالوا إذا لم تتمكن من الدفع بالـدولار، أدفع بالدينار واتركه لنا”. “ليست مشكلتهم إذا كان خصمهم متعجرفا ويعامل الآخرين ع أنهم لا حول لهم ولا قوة، فسيتبعون طرقهم الخاصة”.