حرية – (7/3/2023)
يرسل الإطار التنسيقي شخصيات من الصفوف الاخيرة في التحالف الشيعي لإدانة تحركات السفيرة الاميركية في بغداد الينا رومانوسكي التي يقول بانها “تتدخل بشؤون الحكومة”، فيما يسكت بالمقابل زعماء “الإطار” وقادة الفصائل المعروفين بانتقادهم للسياسة الأميركية عن ذلك، بل يقوم بعضهم باستقبالها بنفسه بحسب تقرير لـ”المدى”.
ورصدت الصحيفة في تقرير (7 آذار 2023) ملاحقه التيار الصدري لـ”الإطار التنسيقي”، حيث يقوم الاخير عبر منصات مقربة منه بشن هجوم منظم ضد لقاءات الإطار-رومانوسكي، فيما يبدو أن التحالف الشيعي محرج امام انتقادات الرأي العام ضده، “كما يخشى ان يحول التيار تلك اللقاءات الى مادة لقلب الشارع ضده”.
وذكر دبلوماسي سابق أن دور السفيرة المتميز هو بسبب “شخصيتها المؤثرة”، ولقاءاتها لا تخرج عن إطار الاتفاقية بين واشنطن وبغداد.
وتقوم رومانوسكي بنشر كل لقاءاتها بالحكومة وبالشخصيات السياسية والعامة على موقع السفارة الالكتروني ومنصات اخرى.
وتجاوزت لقاءات السفيرة مع الحكومة والوزراء منذ استلام محمد السوداني السلطة العام الماضي، الـ40 زيارة اضافة الى لقاءات بزعماء التحالف الشيعي.
ومؤخرا، قرر النائب حسن سالم من العصائب جمع تواقيع لاستضافة وزير الخارجية فؤاد حسين لسؤاله عن تلك الزيارات المتكررة.
ويقول سياسي قريب من الإطار التنسيقي في حديث للصحيفة ان “الإطار التنسيقي يعمل ضمن سياسة متوازنة للعلاقات مع الولايات المتحدة وباقي دول العالم والمنطقة”.
ويعتقد السياسي الذي طلب عدم نشر اسمه ان “واشنطن هي بحاجة الى العراق بسبب الشراكات في مجال النفط ومستقبل العراق بالغاز”.
ومؤخرا بدأ العراق بإنتاج الغاز، فيما ترددت انباء عن ان ذلك جاء بدعم من واشنطن ضمن سياسات خنق إيران.
ويستورد العراق من إيران الغاز لتشغيل الكهرباء بقيمة تصل الى 11 مليار دولار سنويا، بحسب وزير الخارجية فؤاد حسين.
ويتربص التيار الصدري، بحسب ما ينقله السياسي المقرب من الإطار التنسيقي، بالعلاقات الجديدة بين التحالف الشيعي والسفارة الامريكية.
ويعتقد بعض أطراف “الإطار”، وفق السياسي الشيعي، ان أنصار التيار قد يستخدمون ورقة لقاءات السفيرة الأمريكية المتكررة مع الحكومة والسياسيين لـ”تحريك الشارع ضدهم”.
وتشن مواقع قريبة من التيار حملة منظمة ضد تلك اللقاءات، وأطلق على “تويتر” هاشتاك “الإطار ابن السفيرة” في استعارة للوصف الذي كان يطلقه “اطاريون” ضد الناشطين بتهمة التعامل مع السفارات.
السفيرة “أون لاين”!
وتقوم السفيرة الاميركية في بغداد الينا رومانوسكي، التي استلمت المنصب بالتزامن مع اعلان مقتدى الصدر زعيم التيار اعتزاله في حزيران الماضي، بنشر كل لقاءاتها على “تويتر”.
وبحسب ما نشرته السفيرة من لقاءات فقد بلغت زيارات الحكومة والوزراء نحو 45 لقاء في الاشهر الاربعة الماضية.
وتضمنت الزيارات 10 لقاءات مع رئيس الحكومة، ولقاءات متعددة بباقي الرئاسات، وبوزراء الدفاع، المالية، النفط، التخطيط، الثقافة، الخارجية، البيئة، الهجرة، العدل، والكهرباء.
اضافة الى لقاءات أكثر من مرة مع البنك المركزي، ومع مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي القيادي في منظمة بدر، وزيارة الموصل.
واستمعت رومانوسكي الى جدول اعمال البرلمان في لقاء أثار انتقادات كثيرة مع نائب رئيس البرلمان والقيادي في الإطار التنسيقي محسن المندلاوي.
الى جانب ذلك زارت السفيرة الاميركية القيادي في الإطار التنسيقي عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة، والقيادي الاخر في التحالف الشيعي حيدر العبادي زعيم ائتلاف النصر.
وبحسب تسريبات وصلت للصحيفة ان التحالف الشيعي كان قد فوض السوداني لتحسين صورة بعض الاحزاب والفصائل المتهمة من واشنطن.
ومعروف ان الخزانة الاميركية كانت قد فرضت عقوبات سابقة على فالح الفياض رئيس الحشد، وقيس الخزعلي زعيم حركة العصائب.
وكانت الفصائل التي تطلق على نفسها “مقاومة” قد شنت في السنوات الثلاث الماضية أكثر من 100 هجوم على البعثات الدبلوماسية والمطارات والمعسكرات.
وفي الشهر الماضي، كان الائتلاف الحاكم الذي يضم الإطار التنسيقي وباقي القوى الفائزة بالانتخابات، قد وصف في بيان الولايات المتحدة بـ”الدولة الصديقة”.
وقبلها ترددت انباء عن موافقة الإطار التنسيقي على مد أنبوب نفط الى العقبة بطلب من واشنطن، فيما كانت رومانوسكي حاضرة اثناء توقيع العراق عقدا مع شركة جنرال إلكتريك للأميركية.
وخلال هذه التطورات لم تعلق اي من القيادات البارزة في الإطار التنسيقي والمعروفة بانتقادها للولايات المتحدة على التعاون مع السفارة.
ديناميكية رومانوسكي وتراجع “الإطار”
الى ذلك يقول غازي فيصل وهو مدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية ان “دور السفيرة الاميركية في العراق متميز جدا ويختلف عمن سبقها من سفراء الولايات المتحدة”.
وأضاف غازي ان رومانوسكي “تتصف بالجدية والديناميكية وقدرة كبيرة على التحرك والتأثير”.
والسفيرة الاميركية كانت قد عملت سابقا في الكويت وفي دائرة مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الأميركية، وعرفت بانها ضد السياسة الايرانية في المنطقة.
ويعتقد غازي وهو سفير سابق، ان “واجبات اي سفير هي الاتصال بالمسؤولين في الحكومة والبرلمان، واجراء علاقات مع الشخصيات القضائية والاتصال بالشركات المتعلقة بالجوانب التي تتضمنها اتفاقية الإطار الستراتيجي بين بغداد وواشنطن”.
واكد الدبلوماسي السابق ان حركة السفيرة الأميركية “لم تخرج عن البروتوكولات الدبلوماسية والقانون الدولي الذي ينظم عمل البعثات، وتتحرك بحدود ما تسمح لها الاتفاقية الستراتيجية”.
وعن ازدواجية موقف قوى الإطار التنسيقي من دور السفارة بين حكومة السوداني والكاظمي، يقول فيصل: “كانت هذه مزايدات ومحاولة لإحراج رئيس الحكومة السابق”.
واضاف: “اليوم الإطار التنسيقي يدرك ان من مصلحة الحكومة احترام الشراكة مع الولايات المتحدة وتطويرها واقامة علاقات متوازنة مع دول العالم”.