حرية – (7/3/2023)
اعتبرت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية ان العودة المحتملة للرئيس السوري بشار الأسد الى الجامعة العربية، ستقوي موقفه في الحكم، وتعزز النفوذ السوري مجددا في لبنان.
وأشارت المجلة في تقرير الى أن الأسد استقبل مؤخرا دبلوماسيين ووفودا من دول أعضاء في الجامعة العربية، زاروا دمشق للتعبير عن “التضامن” بعد زلزال 6 فبراير/شباط الذي اودى بحياة الالاف، مضيفا ان العودة الكاملة لسوريا إلى الجامعة العربية هي عمليا أمر واقع، إلا أنه كنتيجة لذلك ، هناك تساؤلات تلوح في الأفق حول مستقبل العلاقات اللبنانية-السورية، خصوصا في ظل الى اعادة تأهيل الأسد في أعين الحكام العرب.
ولفت التقرير إلى ان الزعماء العرب كانوا يرون أن الأسد جزءا من المشكلة، لكنهم الآن يعتبرونه جزءا من الحل لأمن المنطقة.
واعتبر التقرير؛ أن السؤال الأساسي الذي يتم طرحه حاليا يتعلق بكيفية استخدام الأسد هذه الدفعة الاضافية الجديدة لشرعيته، من أجل تقوية يده في لبنان، موضحا ان لدى الأسد أساليب للتلاعب بالأحداث في لبنان لمصلحته بطريقة قد تكون جزءا من استراتيجية طويلة المدى ليصبح الشخصية المهيمنة في بلاد الشام.
وبداية اوضح التقرير ان لدى الأسد حلفاء لبنانيون يتنافسون لملء المنصب الرئاسي الشاغر بعد انتهاء ولاية ميشال عون في تشرين الاول/ اكتوبر 2022، ومن بينهم المسيحي الماروني سليمان فرنجية، زعيم تيار المردة، والذي يوصف بأنه صديق مقرب للأسد.
واضاف التقرير انه رغم انقلاب المشاعر الشعبية ضد الأسد والوجود العسكري السوري في لبنان قبل نحو 15 سنة بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الا ان العلاقة بين عائلتي فرنجية والأسد لم تتزعزع ابدا.
وتابع ان فرنجية لديه ايضا حلف صداقة من “حزب الله” المدعوم من ايران، وهو المرشح الرئاسي المفضل وانما غير المعلن حتى الان، ل”حزب الله” بعد الخلاف الذي اندلع مؤخرا مع حليفه المسيحي المتمثل بالتيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل.
ونقل التقرير عن عضو التيار الوطني الحر جيمي جبور قوله إن “حزب الله” اختار إنهاء مذكرة التفاهم التي تربطه مع التيار الوطني، في سياق سعي الحزب لحشد التأييد لفرنجية.
وأشار التقرير أنه بالنسبة للاسد؛ فإن لبنان هو بمثابة “الجناح الرئيسي لسوريا”، على حد وصفه وفق مقابلة أجراها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. كما اشار الرئيس السوري الى “حزب الله” بوصفه حليفه الاستراتيجي متعهدا بمواصلة دعمه.
ورأى التقرير أنه من الواضح أن الاسد يدرس كل السبل الممكنة إذا كان ذلك سيساعد في ترسيخ سلطته، مضيفا أن وجود “حزب الله” وفرنجية الى جانبه مع العودة في نفس الوقت الى نعمة العالم العربي، سوف يمنح الأسد النفوذ الذي يحتاجه من أجل تأمين نظامه لعدة سنوات قادمة.
وتابع التقرير أن الأسد لا يزال يحكم بلدا مدمرا وبحاجة الى الاموال لاعادة الاعمار، بينما لا تزال سوريا تخضع لعقوبات “قانون قيصر” المفروض أمريكيا، والتي لا يبدو أنه سيتم رفعها قريبا.
ونقل التقرير عن الخبير بالشؤون السورية جوشوا لانديس، قوله إن “العديد من مجموعات الضغط تعمل مع البيت الأبيض والكونجرس من أجل تقييد تحرير العقوبات المفروضة النظام في سوريا بعد الزلزال، حيث يخشى كثيرون في المعارضة السورية، الى جانب الجماعات الموالية لاسرائيل في واشنطن، من امكانية رفع العقوبات بشكل دائم، وهم لا يريدون ان يروا أي تخفيف للمقاطعة المفروضة على الاسد، الا ان الحكومات العربية وحدها ترى في ذلك فرصة للمضي قدما في الانفتاح على دمشق”.
واضاف لانديس ان “الكثير سيعتمد على كيفية تجاوب الأسد معهم وما إذا كان على استعداد لمقابلتهم في منتصف الطريق”.
وختم التقرير بالقول انه اذا كان الاسد على استعداد لكي يلعب الكرة مع دول الخليج، ويقدم بعض التنازلات السياسية الرمزية او الاثنين معا، بما يسمح بإلغاء العقوبات تماما، واصبح لديه رئيس صديق في بيروت، فإنه قد يجد نفسه مجددا يتمتع بيد قوية في شؤون لبنان.