حرية – (7/3/2023)
تحتضن مدينة هيرينغن في وسط ألمانيا كومة ضخمة من كلوريد الصوديوم، تُعرف باسم “مونتي كالي”، وهو أكبر جبل ملح صناعي في العالم.
تكونت “مونتي كالي” في عام 1976، عندما بدأت شركة ألمانية في استخراج ملح البوتاس من المناجم في ولاية هيسن، وقامت الشركة المشغلة للمناجم في المنطقة بإلقاء هذا الملح على بعد أميال قليلة من بلدة هرينغن، وبمرور السنين تكون جبل عملاق من الملح يسمى “مونتي كالي” أو “كاليمنجارو”.
بالرغم من أنه من الصعب تقدير كمية الملح التي يتكون منها جبل “مونتي كالي”، إلا أن معظم المصادر قدرت كتلتها الحالية بنحو 236 مليون طن
ويبلغ ارتفاع الجبل 530 مترًا فوق مستوى سطح البحر ويغطي مساحة تزيد على 100 هكتار، لذا يوصف بالجبل، ويمكن رؤيته من أي مكان في بلدة هرينغن أو خلال القيادة على الطريق السريع.
أصبح هذا الجبل نقطة جذب سياحي، إذ كان الأشخاص يدفعون أموالًا مقابل صعوده خلال جولة إرشادية، ويستغرق صعوده نحو 15 دقيقة، ويقدم الجبل إطلالات مذهلة على وادي فيرا بأكمله وصولًا إلى سلسلة جبال الرون وغابة تورينغن التي تعد من أهم المعالم السياحية في ولاية تورينغن الألمانية.
وعلى الرغم من أنه من الصعب تقدير كمية الملح التي يتكون منها جبل “مونت كالي”، فإن معظم المصادر قدرت كتلتها الحالية بنحو 236 مليون طن، ويغطي هذا الجبل مساحة تعادل 114 ملعب كرة قدم، كما إن وزنه أثقل من برج إيفل 23600 مرة، وتزداد هذه الكتلة باستمرار، إذ يضاف إليها أكثر من 1000 طن من كلوريد الصوديوم كل ساعة بما يعادل نحو 7.2 مليون طن في السنة.
ويثير هذا الجبل بعض الأسئلة البيئية نظرًا لتكون هذا الجبل في وسط ألمانيا بالقرب من الغابات ونهر فيرا، وكانت أشارت الأبحاث إلى أن هذه الجبل الملحي، تسبب في ملوحة نهر فيرا وأيضًا المياه الجوفية في المنطقة، وهو ما تسبب في القضاء على أنواع من اللافقاريات هناك، حيث لم يتبق سوى 3 أنواع فقط من بين 60 نوعًا.
يتم تفريغ أكثر من 1000 طن من كلوريد الصوديوم في جبل “مونتي كال” كل ساعة بواسطة حزام ناقل بطول 1.5 كيلومتر
وعلى الرغم من أن ما يحدث يوصف بأنه كارثة بيئية خطيرة، إلا أن صناعة البوتاس كبيرة في هذه المنطقة، وتقدم عدة آلاف من الوظائف، لذا فإن إغلاق الإنتاج ليس خيارًا مطروحًا على السلطات.
وكان تم تمديد ترخيص شركة “K + S AG” وهي أكبر مورد للبوتاس في أوروبا حتى عام 2060، وتمت الموافقة على طلبها لتوسيع جبل مونتي كال بمقدار 25 هكتارًا في عام 2020.
ويشار إلى أنه يتم تفريغ أكثر من 1000 طن من كلوريد الصوديوم في جبل “مونتي كال” كل ساعة بواسطة حزام ناقل بطول 1.5 كيلومتر.