حرية – (11/3/2023)
أصبح الذكاء الاصطناعي عنصر رئيسي في كافة مجالات الحياة، وفي سابقة جديدة من نوعها استخدم الذكاء الاصطناعي في نسخة مطورة من لوحة «الفتاة ذات القرط اللؤلؤي» للفنان الهولندي يوهانس فيرمير، وهي من أشهر الأعمال الفنية في تاريخ الرسم، جدلًا في متحف هولندي، في ظل تمدد هذه التكنولوجيا نحو مختلف القطاعات حول العالم.للوهلة الأولى، يلاحظ الرائي اللمعان نفسه والنظرة الرمزية عينها للفتاة في اللوحة الأصلية، لكن عند الفحص الدقيق، تظهر تفاصيل غريبة لافتة للنظر.
لوحة فنية مطورة بالذكاء الأصطناعي
وتجدر الإشارة إلى أن الفتاة في اللوحة تظهر ليس لديها قرط واحد فقط بل قرطان متلألئان، واحد على كل جانب، مع نمش بلون أحمر غير طبيعي على وجهها.
ونسخة الذكاء الاصطناعي من هذا العمل جزء من معرض في متحف ماورتشهاوس في لاهاي، وأثار قرار عرضها جدلًا في هولندا وعلى الشبكات الاجتماعية. وكتب أحد الفنانين على صفحة المعرض على إنستغرام إن الأمر «وصمة عار وإهانة لا تُصدق»، وهي وجهة نظر شاركها العشرات من مستخدمي الإنترنت الآخرين.
وتقول الفنانة إيفا تورينينت التي تنشط في سبيل وضع ضوابط للذكاء الاصطناعي، إن هذه التقنية «تتعارض مع الأخلاقيات».
وتوضح في تصريحات نقلتها عنها صحيفة «دي فولكس كرانت» الهولندية «بدون أعمال فنانين من البشر، لن يتمكن هذا البرنامج ببساطة من إنتاج أعمال».
هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. من أهم هذه الخصائص القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة. إلاّ أنَّ هذا المصطلح جدلي نظرًا لعدم توفر تعريف محدد للذكاء.
ذكاء اصطناعي
الذكاء الاصطناعي هو فرع من علم الحاسوب. تُعرِّف الكثير من المؤلفات الذكاء الاصطناعي، على أنه: «دراسة وتصميم العملاء الأذكياء»، والعميل الذكي هو نظام يستوعب بيئته ويتخذ المواقف التي تزيد من فرصته في النجاح في تحقيق مهمته أو مهمة فريقه.
هذا التعريف، من حيث الأهداف والأفعال والتصور والبيئة يرجع إلى Russell & Norvig (2003) وتشمل أيضا التعريفات الأخرى المعرفة والتعلم كمعايير إضافية. صاغ عالم الحاسوب جون مكارثي هذا المصطلح بالأساس في عام 1956، وعرَّفه بنفسه بأنه «علم وهندسة صنع الآلات الذكية». ويعرِّف أندرياس كابلان ومايكل هاينلين الذكاء الاصطناعي بأنه «قدرة النظام على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح، والتعلم من هذه البيانات، واستخدام تلك المعرفة لتحقيق أهداف ومهام محددة من خلال التكيف المرن».
تأسس هذا المجال على افتراض أن مَلَكة الذكاء يمكن وصفها بدقة بدرجة تمكن الآلة من محاكاتها. وهذا يثير جدلًا فلسفيًا حول طبيعة العقل البشري وحدود المناهج العلمية، وهي قضايا تناولتها نقاشات وحكايات أسطورية وخيالية وفلسفية منذ القدم. كما يدور جدل عن ماهية الذكاء وأنواعه التي يمتلكها الإنسان، وكيفية محاكاتها بالآلة. كان وما زال الذكاء الاصطناعي سببًا لأفكار شديدة التفاؤل، ولقد عانى نكسات فادحة عبر التاريخ، واليوم أصبح جزءًا أساسيًا من صناعة التكنولوجيا، حاملًا عبء أصعب المشاكل في علوم الحاسوب الحديثة.
إن بحوث الذكاء الاصطناعي من الأبحاث عالية التخصص والتقنيَّة، لدرجة أن بعض النقَّاد ينتقدون «تفكك» هذا المجال. تتمحور المجالات الفرعية للذكاء الاصطناعي حول مشاكل معينة، وتطبيق أدوات خاصة وحول اختلافات نظرية قديمة في الآراء. تتضمن المشاكل الرئيسية للذكاء الاصطناعي قدراتٍ مثل التفكير المنطقي والمعرفة والتخطيط والتعلم والتواصل والإدراك والقدرة على تحريك وتغيير الأشياء. كما ولا يزال الذكاء العام (أو «الذكاء الاصطناعي القوي») هدفًا بعيد المدى لبعض الأبحاث في هذا المجال.