حرية – (12/3/2023)
سالم الساعدي
باتت المجتمعات تعاني من أزمة أخلاقية كبرى في ظل الحداثة وتطور التكنلوجيا ، حيث إن العادات التي تربت عليها المجتمعات وتوارثتها من الاباء والاجداد ومن تقاليد عربية وإسلامية وحتى العشائرية باتت تختفي شيئا فشيئا، حيث قل التسامح والعفو فيما بيننا، وقل التواصل بين الأرحام وأقتصر عبر البرامج والتطبيقات الألكترونية ، بعد إذ كانت صلة الأرحام متواصلة والإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم وأصبحت لغة العداء والعنف سائدة ومنتشرة حتى بين الإخوة ، زاد الحقد والحسد في المجتمع حتى وصل ذروته، أنتشر الفساد بكل أشكاله في الشارع وفي المؤسسات حتى وصلت المؤسسات الدينية، أصبحنا نربي الحيوانات الأليفة والمفترسة في البيوت ويرمي الوالدين في دور المسنين، فأخلاق الأمس هي يقينا ليست أخلاق اليوم وأصبح المجتمع لا يطاق في ظل هذه الأزمة الأخلاقية، وبعد هذه المقدمة لا بد أن نقف على هذه الأزمة ونتعرف على أسبابها
إن التطور والحداثة والتكنولوجيا هي من مجمل الأسباب الرئيسية بل وأهمها في أزمة الاخلاق الحاصلة في المجتمعات حيث أصبح الانسان مهتم بالعالم الافتراضي ومتأثر فيه اكثر من الواقع وصار مؤثراً على اخلاقيات الكبار والصغار النساء والرجال الكادح والتاجر كبار القوم وصغارها المسؤول في الدولة والموظف الصغير فيها فقد سيطر هذا العالم على أغلب المجتمعات وبدأت تنساق لما يريده في كل شيء،
إن ما يهمنا في الموضوع هو الجانب الأخلاقي لان الأخلاق أساس نجاح المجتمعات والدول وفي كل ميادين الحياة، الاجتماعية،والسياسية، ولاقتصادية، الى آخره … ولأن الحياة الحقيقية ليست حياة صور، وخيال، وإعلانات، وربح، وامتلاك، وسيطرة،
فعلى الإنسان السوي أن يجعل من هذه الحياة مشروعاً أخلاقياً في كل مجالات حياته ولا يركز على عالمه الافتراضي ويكون أسيراً له وينقاد لهذا العالم غير الحقيقي فعلى الانسان أن يفهم أنه مطالب بأن يكون الدين أول مصدر تشريعي له ولقيمه واخلاقه النبيلة ، التي أتى بها رسولنا محمد صلى الله عليه واله وسلم في رسالته السماوية، والتي كانت مرتكزها الأخلاق والقيم ومكارمها.وتأتي بعدها التقاليد العربية الاصيلة والعشائرية النبيلة منها،
إن رسولنا صل الله عليه واله عندما بعثه الله برسالته
قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) إذا هنا نفهم من خلال قول الرسول صل الله عليه وآله إن الاخلاق هي أساس الدين وهي أساس بناء المجتمعات في كل المجالات ،،للأسف إننا نعيش في عصر انحدار قيمي واخلاقي، أصبح الإنسان سجين غرائزه وملذاته وشهواته باحثاً عنها بأي وسيلة كانت وعلى حساب أي شيء ، إننا نرى سقوط المجتمعات نحو الهاوية بسرعة فائقة بدون توقف، وكل هذا الانحدار الاخلاقي سببه الحداثة (السلبية) التي أصبح المجتمع اسيراً لها تاركاً كل شيء خلف ظهره، لذا يجب ان تكون هنالك صحوة لإيقاظ الناس من سباتهم وغفوتهم ولإيقاظهم وتقريبهم من الحياة الإسلامية والعربية حتى لا تموت الاخلاق والعقيدة الحية لديهم
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
صدق الله العلي العظيم