حرية – (13/3/2023)
قالت صحیفة وول ستريت جورنال الأميركية أنه عندما التقى القادة العرب مع شي جين بينغ في قمة إقليمية في الرياض في ديسمبر الماضي، طرح رئيس الدولة الصيني فكرة غير مسبوقة: اجتماع رفيع المستوى لملوك دول الخليج العربية والمسؤولين الإيرانيين في بكين في عام 2023، حسبما قال أشخاص مطلعون على الخطة وبعد أيام وافقت طهران أيضًا.
وأضافت في تقرير لها (13 آذار 2023) بحلول يوم الجمعة، توسطت الصين في اتفاق لاستعادة العلاقات بين إيران والسعودية، بعد سبع سنوات دون علاقات، وقال المطلعون إن القمة الأوسع بين إيران ومجلس التعاون الخليجي المؤلف من ست دول، والتي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، تمضي قدما في وقت لاحق من هذا العام.
وبحسب الصحيفة الأميركية تُظهر مبادرة شي الدبلوماسية أن بكين ترى دورًا مركزيًا لها باعتبارها وسيطًا جديدًا في الشرق الأوسط، وهي منطقة استراتيجية كانت الولايات المتحدة فيها اللاعب الخارجي الأكثر نفوذاً لعقود. لم يعد تركيز الصين حصريًا على الطاقة وتدفقات التجارة، ويشير دخول الصين في سياسات المنطقة إلى فصل جديد في المنافسة بين بكين وواشنطن.
معلومات وول ستريت جورنال تشير الى أن الصفقة السعودية الإيرانية، التي تم ترتيبها خلف أبواب مغلقة في بكين الأسبوع الماضي، تتناول بعضًا من أكثر القضايا حساسية بين دولتين كانتا على طرفي نقيض في صراعات بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ سنوات.
ونقلت عن مسؤولين من البلدين إن السعودية وافقت على تخفيف حدة التغطية التلفزيونية الانتقادية لإيران، عبر قناة فضائية إخبارية ناطقة باللغة الفارسية يمولها رجال أعمال سعوديون، واتهمت طهران قناة إيران الدولية بالتحريض للقيام بحركة احتجاجية استمرت لشهور، ووصفها رئيس وكالة المخابرات الإيرانية بأنها منظمة إرهابية.
وتقول قناة إيران الدولية إنها مستقلة. وقال متحدث باسم فولانت ميديا مالك القناة “العلاقات الإيرانية السعودية لم تكن أبدا عاملا يؤثر على تقاريرنا الصحفية أو المبادئ التوجيهية التحريرية: لا يوجد تغيير في هذه”.
وفقًا لمسؤولين سعوديين وإيرانيين وأمريكيين، وافقت إيران على وقف تشجيع الهجمات عبر الحدود على السعودية من اليمن من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين سيطروا على أجزاء من البلاد ويقاتلون ضد تحالف عسكري بقيادة المملكة منذ 2015.
قال جون ألترمان خبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن الصفقة تسمح للقادة الصينيين “بتطوير تصوراتهم لدورهم العالمي، وهم يقوضون زعم الولايات المتحدة بأن النظام القائم على القواعد بقيادة الولايات المتحدة هو الخيار الوحيد المسؤول الذي يمكن للحكومات اتخاذه، والطريقة الوحيدة لتعزيز الأمن”.
وبحسب تقديرات الصحيفة ليس من المرجح إن يؤدي إعادة فتح السفارات وتجديد العلاقات الدبلوماسية الى تخفيف التوترات الأمنية على الفور بعد أن فرقت الرياض وطهران لعقود من الزمن وغذت تنافسهما على الهيمنة الإقليمية. فيما يقول بعض المحللين الغربيين والإيرانيين إن الصفقة لن تكون مستدامة دون مباركة الحرس الثوري الإسلامي، الفصيل المتشدد الذي جعل النفوذ المسلح في الشرق الأوسط حجر الزاوية في سياسته، ولم يعلن الحرس الثوري الإيراني موقفه علنًا بشأن الصفقة.
كانت هناك محاولات فاشلة عدة لإصلاح العلاقات منذ قطع البلدين العلاقات في عام 2016 بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران وسط احتجاجات على إعدام الحكومة السعودية رجل دين شيعي بارز “نمر النمر”.
وقال مسؤولون أميركيون وسعوديون إن إيران كانت هذه المرة متحمسة لإبرام صفقة مع أزمة عملة تعصف بالبلاد، مما أدى إلى زعزعة اقتصاد يعاني بالفعل من العقوبات الأمريكية بسبب برنامجها النووي وبعد شهور من الاحتجاجات ضد حكم نظام الملالي.
هدد الاقتصاد المتدهور بسرعة احتفالات البلاد بالسنة الفارسية الجديدة، النوروز، في 21 مارس، لكن العملة الإيرانية، الريال، ارتفعت بأكثر من 10٪ إلى 450 ألف ريال مقابل الدولار الأمريكي يوم السبت بعد اتفاق يوم الجمعة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.
يقول المسؤولون الإيرانيون إنهم يتوقعون فوائد اقتصادية من التقارب مع السعودية في وقت يشهد عزلة سياسية ومالية شديدة.