حرية – (14/3/2023)
سالم الساعدي
إن سياسة الاذلال والتنكيل التي انتشرت في المجتمعات وخصوصاً الشرقية، غالبا تصدر من أشخاص أقوياء وأصحاب نفوذ وسلطة على أشخاص تابعة لهم وضعيفة أمام سلطتهم، وربما تكون خاضعة لهم، لكن هذه التصرفات من هؤلاء الاشخاص تعد عقد نفسية اتجاه المجتمع وخصوصاً الاشخاص المحترمين، والكفوئين، وأصحاب الشأن في المجتمع لأنهم وببساطة أمام هذه القامات لا شيء فيلجأون إلى أذلالهم والتنكيل بهم، إن مفهوم الاذلال يمكن أن نراه على أشكال عدة منها السيد والتابع، والرئيس والمرؤس، والرجل والمرأة، والمجتمع والدولة وغيرها …
لذى نرى اليوم تنكيل واذلال واضح لاصحاب الخبرات والكفاءات في كل المجالات وغالباً نراه بين
(الرئيس والمرؤس)، إن هذه السياسة التي نراها وكأننا نعيش العصور الوسطى، فالاذلال والتنكيل هو سلاح لتحطيم الفرد والمجتمع وقتل طاقاته، ولأن الفاشلين أصبحوا متسيدين ومتصدرين المشهد في المجتمعات بدأت هذه السياسة متفشية وبصورة مخيفة، والسبب يعود إلى فشل أولئك الذين يمارسون هذه السياسة ضد شريحة معينة،
على أي حال يقْدم هذه النوع من البشر على هذا التصرفات لأحساسهم بعقدة النقص الداخلية التي يشعرون بها أتجاه الآخرين الذين بوجودهم لا يكون لهم قيمة، أو أنهم لربما لا يكون لهم شعور بآلام الآخرين من هذه التصرفات ، أو كونهم يستمتعون بهذه السياسة أتجاه الاخرين، لأننا قلنا كل هذه التصرفات هي سببها الفاشلين؟ و من أهم سمات الفاشلين هي
يسببون الغضب ودائما ما ينسبون الفضل لهم حتى وأن لم يكن لهم دور فيه، وينتقدون الآخرين بسبب وبدون سبب، يظنون أنهم دوماً على صواب وغيرهم على خطأ على قاعدة رأي صحيح يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب يخافون التغيير وينتقدون دوما الآخرين، إن ممارسات هذه الأساليب حاضر دوماً ونراها قد أنتشرت أنتشار مرعب من قبل المتسلطين الفاشلين، الذين لا يفقهون شيء من العلم والمعرفة سلطهم القدر على رقاب الناس، فنرى الإذلال العلني وكسر الكرامات والتنكيل، لاناس هم محط احترام وتقدير في المجتمع، كل ذلك سببه هو شعورهم بالنقص اتجاه هذه الطبقة من المجتمع يرون انفسهم اقزام امام هذه القامات المحترمة، فيبادرون الى اذلالهم والتنكيل بهم
الخلاصة هي أن الروح الإيجابية ومعاملة الآخرين معاملة حسنة ولينه ونشر السعادة هي مفتاح النجاح الحقيقي في الحياة، اما سياسة تنكيل واذلال الاخرين هي سمة كل فاشل لا يستيطع أن يكون نداً للانسان الناجح والكفوء لان احترام انفس الناس ، والسمو بها عن المذلة، وحفظ كرامتها لهو مما دعت إليه شريعتنا السماوية السمحاء وهو ما جاء به نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .