حرية – (16/3/2023)
ذكر تقرير دولي انه بعد مرور 20 عاما على الغزو الاميركي للعراق، وما رافق ذلك من انفجارات وصدمات ورعب، فان قوات امريكية بعدد اقل بقيت في البلاد ولكن على نحو ثابت لضمان علاقة مستمرة مع شريك رئيسي في منطقة الشرق الاوسط على المستوى العسكري والدبلوماسي.
وأفاد تقرير لوكالة “اسوشيتدبر(16 آذار 2023) بأن “القوات المتبقية التي يبلغ تعدادها 2.500 جندي متوزعة حول البلاد وغالبيتها في قواعد عسكرية في بغداد وفي إقليم كردستان”.
وتابع التقرير، “بينما كان تعداد القوات في اوج مراحل الحرب خلال العام 2007 ما يزيد على 170 ألف جندي، فان مسؤولين أميركان يقولون ان تواجد مستوى محدود من القوات، ولكن على نحو مستمر، يعد امراً حيوياً ومهماً يظهر تعهد القوات للحفاظ على امن المنطقة ضد اي نفوذ خارجي”.
واستدرك، “لكن منذ الغزو الاميركي عام 2003 الذي استدعى جلب عشرات الالاف من الجنود الاميركان ومرور عشرين عاما على اسقاط النظام السابق ومجيء نظام حكم مبني على المحاصصة بين الكتل السياسية، فان كثيرا من العراقيين أصيبوا بخيبة أمل، بعد تخلصهم من نظام دكتاتوري، لان الحكومات المتتالية التي استلمت مقاليد الحكم فشلت في استرجاع خدمات اساسية، وان المعارك المستمرة جلبت بدلا من ذلك معاناة انسانية واسعة”.
وأشار التقرير، إلى “استياء وصراعات على السلطة بين احزاب طائفية متنافسة اشعلت حربا اهلية ادت في النهاية الى انسحاب كامل للقوات الاميركية في كانون الاول عام 2011”.
وأكد، أن “التناحر الطائفي كان سببا رئيسيا في انهيار قوات البلد من جيش وشرطة مع مواجهتهم لتنظيم داعش الارهابي الذي اجتاح عام 2014 مساحات واسعة من الاراضي العراقية والسورية”.
وبين التقرير، أن “انتشار تهديدات تنظيم داعش الإرهابي استدعت عودة القوات الاميركية مرة اخرى للعراق عام 2014 بدعوة من حكومة بغداد”.
ويواصل، “عبر فترة صيف وخريف ذلك العام شنت قوات التحالف بقيادة الجيش الاميركي حملة ضربات جوية ضد التنظيم في العراق ومن ثم في سوريا، ثم عادت بجهد اوسع لتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها”.
ويسترسل التقرير، أن “مهمة التدريب وتقديم المشورة، بدعم اضافي من قوات حلف الناتو استمرت حتى بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش وطرده من آخر معقل له في سوريا في آذار عام 2019”.
وشدد، على أن “الجنرال الاميركي المتقاعد، فرانك مكنزي، الذي تولى رئاسة القيادة المركزية للقوات الاميركية في الشرق الاوسط للفترة من 2019 الى 2022، قال: “العراق ما يزال تحت ضغط تنظيم داعش، وما نزال نساعد القوات العراقية في الحرب ضد داعش، لقد فعلنا الكثير لمساعدتهم في تطوير قدراتهم للحفاظ على سيادتهم، والتي تعد مهمة جدا بالنسبة للعراقيين”.
ونوه التقرير، إلى أن “السبب الثابت لاستمرارية تواجد القوات الاميركية هو لمساعدة العراق في حربة ضد بقايا مسلحي تنظيم داعش الإرهابي ومنع ظهور تهديداته من جديد”.
وتابع، أن “تواجد القوات الاميركية في العراق يوفر ايضا دعما لوجستيا مهما للقوات الاميركية المتواجدة في سوريا التي تقدم الدعم للقوات الديمقراطية السورية الكردية في حربها ضد داعش هناك”.
وتحدث التقرير، عن “تنفيذ القوات الاميركية ضربات جوية ومهمات اخرى في استهداف قياديي التنظيم وكذلك دعم القوات الكردية السورية التي تقوم بحراسة الالاف من مسلحي داعش وعوائلهم المحتجزين في سوريا”.
وزاد، “وفي زيارته الاخيرة لبغداد والتقائه بالزعماء العراقيين، قال وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن بان القوات الاميركية مستعدة للبقاء في العراق، بدور غير قتالي، بدعوة من الحكومة”.
وبحسب التقرير، فأن “أوستن قال ايضاً: نحن متعهدون بشدة لضمان تمكن الشعب العراقي من العيش بسلم وكرامة، وبأمان وسلامة مع فرص اقتصادية للجميع.
وأكد التقرير، “في احصائية لخسائر الحرب منذ عام 2003 لحد انسحاب القوات القتالية في كانون الاول 2011 فقد العراق عشرات الالاف من القتلى المدنيين مع سقوط 4,487 ألف قتيل من القوات الاميركية وجرح 32 ألف جندي آخر من القوات الاميركية اثناء المعارك”.
وأوضح، أن “تقرير المفتش العام الخاص لحملة اعادة اعمار العراق أفاد بانه للفترة من 2003 الى 2012 انفقت الولايات المتحدة 60,64 مليار دولار لتمويل صندوق الجهد المدني لإعادة اعمار العراق ودعم القوات الامنية العراقية. وذهبت 20 مليار دولار من تلك التخصيصات لتمويل وتسليح وتجهيز وتدريب القوات الامنية العراقية”.
ومضى التقرير، إلى أن “لجنة الدفاع في الكونغرس ذكرت خلال الفترة ما بين 2007 و2010 انه كان هناك 100 ألف متعاقد سنويا في العراق يقدمون خدمات ودعما للقوات الاميركية والبعثة الاميركية ايضا. واستنادا للقيادة المركزية للقوات الاميركية، فانه لحد نهاية العام الماضي كان هناك 6,500 متعاقد يقدمون الاسناد للعمليات الاميركية في العراق وسوريا”.