حرية – (2/3/2024)
في تجربة استعراضية للخيول تعد الأولى من نوعها، تروي الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى قصة ملحمية تحكي عن الترابط والصمود في عرض مسرحي لافت تجسده خيول أصيلة و40 ممثلاً وممثلة من حول العالم يمتطون 25 حصاناً في ساحة رملية كبرى، ومن خلفهم شاشات عملاقة تعرض معالم ومباني طينية للمدينة العتيقة.
ويشير مسؤولو “موسم الدرعية” إلى أن العرض المسرحي “يحكي قصة من الترابط والصمود والانتصار في الدرعية، الذي كان على ظهور الخيول العربية الأصيلة”.
وبدأ العرض الذي حضره مواطنون وأجانب من أقطار العالم بمسرحية لقصة ارتباط وثيقة بين بطل يدعى فهد وحصان يدعى أصايل، وهما اللذان خاضا تحديات الحياة في الدرعية وعبرا الزمن بصمود كبير.
ويريد المسرحيون من خلال العرض إيصال رسالة مفادها بأن الاثنان “بالوحدة والعزم أصبحا رمزاً لنهوض المدينة من جديد”.
للخيول عراقة أصيلة وتاريخ ارتبط بالدرعية منذ القدم
واحتفى السعوديون قبل أيام بمناسبة تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل نحو 300 سنة على يد الإمام محمد بن سعود وكانت عاصمتها الدرعية.
العرض الذي يستمر حتى الثامن من مارس (آذار) الجاري يشمل فعاليات للاحتفاء بتاريخ تراث المملكة من خلال سلسلة من الفعاليات والتجارب تربط فيها الحاضر بالماضي، وتبرز عراقة ثقافة وتقاليد البلاد بطريقة حديثة ومبتكرة.
وأشاد وزير السياحة في البلاد أحمد الخطيب بالدور الأساسي للثقافة كمحفز رئيس لقطاع السياحة المتنامي بالمملكة، قائلاً “سيتسنى لزوار موسم الدرعية من داخل السعودية وخارجها اكتشاف حضارة المملكة، وعيش مختلف تجاربها الأصيلة والهادفة والمتنوعة والفريدة والنوعية، وعلى ضوء فوز الرياض في إكسبو 2030، نتطلع لتطوير موسم الدرعية ليكون مهرجاناً كرنفالاً ثقافياً رائداً وصانعاً للفرص والحوارات الثقافية للسنوات المقبلة”.
من جانبه دعا الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية جيري إنزيريلو الجميع للحضور والاستمتاع بالثقافة والتاريخ واكتشاف الدرعية، وقال هنا “يمكنك عيش تجربة وذكرى استثنائية لا تنسى مدى الحياة”.
وتضم المدينة عدداً من المواقع المدرجة في قائمة “يونيسكو” للتراث العالمي، ومنها حي الطريف التاريخي.
تروي القصة الملحمية قصة عشق وارتباط وكفاح
والدرعية التي تعرف بـ”لؤلؤة السعودية” هي الوجهة السياحية الرئيسة القادمة في البلاد، إذ تسعى الحكومة لتعزيز مكانتها على خريطة السياحية الدولية، ويستهدف مشروعها العملاق “بوابة الدرعية” جذب 25 مليون زائر سنوياً.
واختارتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” عاصمة للثقافة العربية للعام 2030، انطلاقاً من عراقتها التاريخية ومركزها الحضاري ودورها في العلم والثقافة والتجارة، منذ أكثر من خمسة قرون ليعكس ما تشهده البلاد من نهضة سياسية واقتصادية وفكرية واجتماعية منذ 300 عام.
المدينة التي تتميز برمزية خالدة على صعيد الثقافة على المستويين المحلي والإقليمي تشتهر بـ”نخوة العوجا”، وهو النداء الذي يبث الحماسة والفخر وروح الانتماء يوم أن كان الأجداد يخوضون المعارك والحروب على الخيل.