حرية – (1/10/2022)
وجد باحثون أن طحالب الموس “الخارقة” يمكن أن تُقلِّل بدرجة كبيرة من مخاطر وشدة الفيضانات في المجتمعات التي تعيش في مناطق المصب، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
إذ وجد العلماء من مكتب Moors for the Future Partnership الحكومي البريطاني، الذين أجروا دراسة مدتها 6 سنوات على طحالب الإسفغنون أنَّ زرعها في المناطق المرتفعة يمكن أن يبطئ كثيراً من معدل جريان المياه من سفوح التلال؛ ما يمنع غمر مستجمعات الأنهار بمياه المصب.
وأضافت الصحيفة وفقاً لنتائج البحث فإن طحالب الموس، من نوع الإسفغنون، قلّلت من ذروة تدفق المجرى -وهي أكبر كمية من المياه التي تدخل النهر بعد العاصفة- بنسبة 65%. كما وجد أن الطحالب تزيد من زمن الانتقال -الوقت المستغرق بين هطول الأمطار ومياه الأمطار التي تدخل نظام النهر- بنسبة 680%.
وزُرِع أكثر من 50 ألفاً من نباتات الطحالب الفردية -التي يبلغ حجمها نحو 27.5 ملليمتر- في جبل كيندر سكاوت، وهي أعلى نقطة في متنزه Peak District الوطنية، بصفتها جزءاً من “مختبر خارجي” ليراقبها الباحثون.
قبل غرس الطحالب في جبل كيندر سكاوت، كان سطح التل يتألف من الخُث الأجرد؛ ما يعني أنه بعد العاصفة ستنجرف مياه الأمطار مباشرة؛ الأمر الذي يجعل المجتمعات في الوديان الواقعة في اتجاه مجرى النهر أكثر عرضة للفيضانات.
وبالتالي يمكن أن تجلب زراعة طحالب الإسفغنون فوائد بيئية مهمة؛ فهذا النبات قادر على امتصاص ما يصل إلى 20 ضعف وزنه في الماء؛ ما يعني أنه يمكن الاحتفاظ بمزيد من مياه الأمطار في أعلى مجرى النهر ودخولها مستجمعات النهر تدريجياً لمنع غمرها. ويمكن أن تساعد الطحالب أيضاً في حماية طبقات الخُث الموجودة تحتها، ويمكن أن تتراكم بمرور الوقت لإنشاء طبقات جديدة من الخُث، التي تعتبر ضرورية لتخزين الكربون.
فيما يقول الباحثون إن فوائد زراعة طحالب الإسفغنون ستتضاعف بمرور الوقت مع نمو النبات، وإن زراعة الطحالب لديها القدرة على تحقيق فوائد عالمية من حيث المناخ ونوعية المياه وشدة الفيضانات.
توم سبنسر، مسؤول الأبحاث والرصد في مكتب Moors for the Future Partnership، قال إن النتائج كانت “مذهلة”، وأشاد بالتأثيرات الجذرية للطحلب على مستجمعات النهر، وأضاف أن زراعة الطحالب يمكن أن تكون “أداة قوية في تقليل مخاطر وشدة الفيضانات”، وستكون لها “فوائد بعيدة المدى للمجتمعات عند المصب”.
ورددت هيلين نوبل، الرئيسة التنفيذية للمنتزه الوطني في جنوب بينينز، هذا الشعور قائلة إن النتائج “أخبار رائعة للمجتمعات الأكثر عرضة للفيضانات في منطقة جنوب بينينز”.