حرية – (4/3/2021)
البابا في دار السلام … لتدق اجراس السلام – د. حسين علاوي استاذ الامن الوطني – جامعة النهرين
منذ اللحظات الاولى لعملي في قصر الزقورة رايت الفريق الحكومي مع السيد رئيس الوزراء الاستاذ مصطفى الكاظمي المحترم في حلة جديدة لم اعهدها في حياتي عندما كنت طالبا في السياسة وبعدها استاذا للعلوم السياسية واستشاريا في العديد من المؤسسات الحكومية العراقية ، كان منظرا جميلا يختزل العراق بالشمس والهواء والضوء والفن والحياة . فلسفة المكان اذهلتني وطالما تسألت عن المكان الزقورة والتي هي مهد للحضارات الانسانية في مدينة اور التاريخية . لا امتلك صورة لي في قصر الزقورة التزاما باخلاقيات العمل المهني بان لا يمكن ان يصور احد بدون موافقة ادارية وامنية كون القصر هو قصر سيادي تستخدمه الحكومة العراقية كاول قصر يستخدم داخل المنطقة الخضراء بعد القصر الحكومي او القصر الجمهوري . الانجاز الكبير في العراق ما بعد تشرين ٢٠١٩ هو تناغم قيادة السلطة التنفيذية بين رئيس الوزراء الاستاذ مصطفى الكاظمي المحترم ورئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح المحترم . التحول الاكبر هو زيارة البابا فرنسيس الى بغداد وما تعنيه هذه الزيارة لعاصمة طالما انتشر البارود فيها منذ ٤٠ عاما . تصميم رئيس الجمهورية على عملية الجذب والتسويق للعراق ما بعد تشرين ٢٠١٩ كان جذابا للغرب والعالم الاول ، ومن بين القيادات الدولية كان البابا فرنسيس متحمس لزيارة بلاد مابين النهرين ومدنها الخمسة التي تعد محطات اسس من خلالها عالمنا المعاصر ، وما كان بهدوء الفريق الحكومي الذي تشرفت بالعمل معه وبقيادة الاستاذ مصطفى الكاظمي وعضوية عدد من القيادات العليا في الوزارات العراقية والاجهزة الامنية والاستخبارية والاجهزة الخدمية في الجهاز الحكومي وحكومة اقليم كوردستان العراق والحكومات المحلية في المحافظات لكي نهيء العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى لزيارة البابا ، وشارك العديد من الفرق المجتمعية ومجالات الاعمال للمشاركة في الترحيب بالبابا من العراقيين بكل دياناتهم واطيافهم واعراقهم ومعتقداتهم . النقطة المهمة والحوار الكبير هو زيارة البابا الى محافظة النجف الأشرف واللقاء بالمرجعية العليا الرشيدة في النجف الاشرف . ان زيارة الموصل واقامة قداس فيها ستكون محطة تاريخية تعطي لعملية التحرير لها دفعا كبيرا للاعمار والتنمية ، بالاضافة الى محطة بغداد واقامة اكبر قداس في كنيسة مار يوسف واللقاء بالشخصيات الدينية والمجتمعية العراقية في كنيسة النجاة . بالاضافة الى زيارة مدينة اور والذي سيكون فيها زيارة بيت النبي ابراهيم عليه السلام . كما ان زيارة سهل نينوى تمثل محطة تاريخية مهمة في حياة الاخوة العراقيين المسيحيين ونقطة مهمة لعودة الاستقرار والتنمية والازدهار . انني اطلعت اخيرا على صورتان بين عام ٢٠٠٠ والتي لم يستطيع البابا انذاك من زيارة العراق واهله والان سيزور العراق بعد دمار الحروب والارهاب والحرمان وهنا نقطة ارتكاز جديدة للعراق ودعم مفتوح من المجتمع الدولي كثمار للزيارة كون هنالك شعب حي وقيادة حكومية تعمل لتسويق ذلك . وهاهو العراق ينهض من جديد بعد فشل كبير للنظام السابق قبل ٢٠٠٣ والنظام الجديد بعد ٢٠٠٣ لترتيب زيارة البابا ، هاهو البابا سيكون امامنا انشالله غدا ، الحياة فرصة وتحدي ، والحمدلله توفق العراق رغم جراح الكاتيوشا وكورونا وداعش ورواتب الموظفين ، لكن هاهو العراق يعود اقوى من جديد ، والقوة بشعبه الكريم وتصميمه على الحياة . ان الاوان لنؤسس جميعا وطن يحترم كرامة الانسان ويضع العراق اولا بكل اطيافه الجميلة . زيارة البابا تمثل امل جديد للعراق والعراقيين ، وهي شجرة الزيتون من العالم المسيحي والمجتمع الدولي الذي تضامن مع العراق واهله بكل اطيافهم . ان زيارة البابا هي انتصار لمنهج الدولة والعقل والحوارية التي استطاع بها العراقيين واستثمرتها الدولة العراقية لتعود بالعراق على خط العالم الجديد . علينا أن نسعى اليوم وراء مسارات السلام والحوار والأخوة والتعاون البناء بين مختلف المكونات الاجتماعية في العراق من أجل إعادة بناء الثقة ولإعادة روح الأمل لدى جميع المواطنين في العراق ، وخاصة الشباب، وخصوصا في العراق بعد سنوات من الحروب القاسية والمريرة وعنف الجماعات الإرهابية والمتشددة والخروج من تحديات الاضطهاد وقسوة الحروب والعنف وازيز الرصاص، علينا أن نقلب اخشاب الأشواك الهشة الى حزم من ألواح السلام وتعبيدها بالحب وعشق الحياة وجعل البلاد مرساة للخير والعطاء . واخيرا لا للحرب … نعم السلام … ولتدق اجراس السلام .