حرية – (3/8/2022)
أيها الشعب العراقي الحبيب، بكل طوائفه وأعراقه وأقلياته وانتماءاته، وأديانه وعقائده وأفكاره وتوجهاته مهما كانت، لا يوهمونكم أن ما يحدث من ثورة هو صراع على السلطة، فمن أرادها لا يسحبن 73 نائباً قُحيين من البرلمان، كلا ليس صراعاً على السلطة فإنني إلى الآن لم أقرر الخوض في الانتخابات الجديدة من عدمها وإن أسقط النظام المحاصصاتي الحالي، فرجوعي سابقاً إلى الانتخابات ما كان إلا من أجل سنِ قانون ضروري ضد التطبيع وقد وفقنا الله تعالى لذلك ولله الحمد.
وبعد أن حصلنا على أكبر كتلة وأردنا الأغلبية الوطنية عرقلتها الدعاوى الكيدية، وليس الصراع صراعا بين أشخاص كما يحاولون تبيان ذلك لكم، فلستُ ممن يُعادي أحداً على الإطلاق وإن كان يريدُ قتلي كما في التسريباتِ الأخيرة، أو ممن سكتوا عن التسريبات فلا أكنِ لهم إلا طلب الهداية، لا لأجلهم بل محبةً بالدينِ والمذهب والشعبِ والوطن.
ولا تذعنوا لإشاعاتهم بأنني لا أريدُ الحِوار، لكن الحوار معهم قد جربناهُ وخَبِرناه وما أفاءَ علينا وعلى الوطنِ إلا الخرابَ والفساد والتبعية على الرغم من وعودِهم وتوقيعاتهم، فلا فائدة تُرتجى من الحوار وخصوصاً بعد أن قال الشعبُ كلمتهُ الحرة العفوية.
أيها الشعب العراقي الحبيب، كما عهدتموني فإنني لم ولن أرضى بإراقةِ الدماء ولن ابتدئ بذلك إطلاقاً وإن أقدموا على ذلك، فالإصلاح لا يأتي إلا بالتضحية كما ضحى الإمام الحُسين سلام الله عليه بدمه في ثورة الطفِ الأبية وأنا على استعدادٍ تام للشهادةِ من أجل الإصلاح وإنقاذ الشعب والوطن.
أيها الشعب الحبيب، إن كنتم تريدون الإصلاح والتغيير فإنني بانتظاركم، وإن رضيتم بواقعكم مهما كانت صفاته ومساوئهُ فهذا أمر راجع إليكم، لكن الثورة بدأت صدرية، وما الصدريون إلا جزء من الشعب والوطن، وإن كان في التيار من هو فاسد ومجرب فإن الثورة لن تستثنيه، فإنني ما بدأت الإصلاح إلا من داخل التيار، ولم ادع يوماً أن التيار الصدري فوق الشبهات، وكلكم تعرفون الكصكوصة، لكن أغلب المطرودين والمنشقين أما أن يجدوا أبواب الفاسدين لهم مفتحة أو يجدون ذريعة من البعض في عدم جواز معاقبتنا لهم بطرقٍ خارجة عن القضاء أو القانون فيعيثون في الأرضِ فساداً، وإن أحلناهم للقضاء تمت تبرأتهم مع شديد الأسف
لا أقول ذلك ضعفاً ولا خوفاً ففي التيار رجالٌ أشداء وفيهم الكفاية كما يعبرون من ناحية العدد والاستعداد للتضحية جزاهم الله خيراً، ولكن أقول ذلك لكي تعم الفائدة السماوية والتوفيقات الآلهية للجميع.
وأنا على يقين أن أغلب الشعب قد سأم الطبقة الحاكمة برمتها بما فيها بعض المنتمين للتيار، لذلك استغلوا وجودي لإنهاء الفساد، ولن يكون للوجوهِ القديمة مهما كان انتماؤها وجودٌ بعد الآن، إن شاء الله تعالى، من خلال عمليةٍ ديمقراطية ثورية سلمية أولا ثم عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة بعد حل البرلمان الحالي
نعم، لستُ طالباً لسلطة ولا عندي مغنمٌ شخصي لي أو لمن يلوذ بي، ولا أنا طالبٌ لإراقة الدماء ولكني في شهر الإصلاح أطلب الإصلاح عسى أن يكون ذلك باباً للتوفيق، وعلى كل محبي الوطن وعاشوراء الإصلاح أن يسيروا نحو الإصلاح والله ولي التوفيق.
ثم على الثوار والمعتصمين الأحبة الأعزة البقاءُ والاستمرار على اعتصامهم لحين تحقيق المطالب، ثم أوجهُ شُكري إلى القوات الأمنية البطلة وكل من ساند هذه الثورة العراقية الأصيلة.
حفيد الإمام الحسين مقتدى الصدر