حرية – (4/8/2022)
أفادت “الجامعة البهائية العالمية”، وهي منظمة غير حكومية، الأربعاء الثالث من أغسطس (آب)، بأن السلطات الإيرانية هدمت ستة منازل يملكها أشخاص يعتنقون الديانة البهائية، في تصعيد جديد لحملة القمع التي تطال أكبر أقلية دينية غير مسلمة في البلاد.
وقال ممثلون عن الديانة، إن 13 من أفرادها بينهم شخصيات بارزة، اعتقلوا الأحد في مداهمات تلت عشرات الاعتقالات خلال الشهرين الماضيين.
وفي حين تكفل إيران ذات الغالبية الشيعية حرية ممارسة المعتقدات لعديد من الأقليات الدينية، إلا أنها تحظر البهائية وتعتبر أتباعها “مهرطقين”.
قرية روشانكوه
وقالت ديان علائي، ممثلة “الجامعة البهائية العالمية” لدى الأمم المتحدة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المسؤولين الإيرانيين أغلقوا، الثلاثاء، قرية روشانكوه في محافظة مازندران الشمالية ودمروا ستة منازل للبهائيين وصادروا 20 هكتاراً من الأراضي.
وأظهرت لقطات فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، عدداً من سكان روشانكوه التي تنتشر فيها البهائية وهم يقفون مذهولين أمام ركام منازلهم.
وأورد بيان لـ”الجامعة البهائية العالمية”، أنه تم استخدام معدات ثقيلة لهدم المنازل إضافة إلى اعتقال أحد السكان البهائيين.
ودعت علائي “الجميع إلى رفع أصواتهم من أجل وقف فوري لأعمال الاضطهاد المروعة هذه”، منددة بـ”الخطة التدريجية” للسلطات الإيرانية المتمثلة في “الأكاذيب الصارخة وخطاب الكراهية أولاً، ثم المداهمات والاعتقالات، واليوم الاستيلاء على الأراضي واحتلال المنازل وتدميرها”.
مصادرات واعتقالات
واشتكى البهائيون بشكل متكرر في الماضي من مصادرة أراضيهم وممتلكاتهم. وقد زعمت السلطات في بعض الأحيان أن هذه الأصول تعود لمنظمات باتت محظورة الآن في إيران، لكن البهائيين ردوا بأن الأصول تم نقلها لاحقاً إلى مؤسسات خاضعة لسيطرة الدولة.
وأعلنت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية، الإثنين، توقيف عدد من أتباع الديانة البهائية المحظورة في البلاد، على خلفية شبهات بقيامهم بالتجسس لصالح إسرائيل.
ومع تزايد القلق في شأن حملة القمع، قال مكتب الحرية الدينية الدولية في وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة “تحض إيران على وقف قمعها المستمر لأتباع الديانة البهائية والوفاء بالتزاماتها الدولية باحترام حق جميع الإيرانيين في حرية الدين والمعتقد”.
وتعود جذور هذه الديانة إلى القرن التاسع عشر في إيران، وهي تدعو إلى الوحدة بين كل الشعوب والمساواة. ويؤمن أتباعها بتعاليم بهاء الله المولود في إيران عام 1817، ويعتبرونه أحد أنبياء الله وآخرهم. ويعد أتباعها بالملايين في العالم، ويقدر عددهم في إيران بنحو 300 ألف.