حرية – (25/8/2022)
وافقت الحكومة الألمانية على قانون داخلي يُقيِّد تدفئة المباني العامة ويحظر اللوحات الإعلانية المضيئة، في محاولة لتوفير الطاقة ومعالجة ارتفاع تكاليفها، بحسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
يأتي هذا القرار في وقت تستعد فيه ألمانيا لاستقبال شتاء قاسٍ، بعد أزمة الغاز التي تعيشها أوروبا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، والعقوبات التي فرضتها أوروبا وأمريكا على موسكو.
تفاصيل القانون الألماني الجديد
يعني التشريع، الذي سيدخل حيز التنفيذ في غضون أسبوع وسيظل سارياً في البداية لمدة 6 أشهر، أنَّ المباني العامة، من مباني البلدية إلى غرف انتظار السكك الحديدية، قد لا تُدفّأ إلى درجة حرارة أعلى من 19 درجة مئوية، وأنه يجب إطفاء أجهزة التدفئة في الممرات والردهات والمداخل والغرف الفنية.
تمثل هذه التحركات جزءاً من جهد وطني لتوفير الطاقة لتقليل اعتماد أكبر اقتصاد في أوروبا على الغاز الروسي، والأهم للتعامل الفوري مع المخاوف من أنَّ موسكو قد تختار قطع الوصول إلى خط أنابيب بحر البلطيق خلال فصل الشتاء.
ومرّرت ألمانيا أيضاً تشريعاً لإعادة ترتيب أولويات النقل على السكك الحديدية؛ ما يعطي القطارات التي تحمل الفحم والنفط الأسبقية على قطارات الركاب أو غيرها من قطارات البضائع.
وضمن لوائح الطاقة الجديدة، لن تُضَاء واجهات المباني والمعالم الأثرية لأسباب جمالية بحتة. ونفذت السلطات في برلين وأماكن أخرى بالفعل العديد من الإجراءات المُوفِّرَة للطاقة، ومنها إطفاء أضواء بوابة براندنبورغ في العاصمة منذ عدة أسابيع.
إضافة إلى ذلك، ستُبطِل اللوائح مؤقتاً البنود الواردة في عقود الإيجار التي تضمن الحد الأدنى من تدفئة المباني. ومن المتوقع صدور تشريعات أخرى في الأيام المقبلة، لتشمل إجراءات فنية مثل الفحص السنوي الإلزامي للمباني التي تُسخّن بالغاز؛ للتأكد من أنها تعمل بأكبر قدر ممكن من الكفاءة.
وقال وزير الاقتصاد، روبرت هابيك، إنَّ هذه الإجراءات كانت أساسية لأمن الطاقة في ألمانيا. وأضاف: “نريد أن نحرر أنفسنا بأسرع ما يمكن من أذى واردات الطاقة الروسية”.
وتصل إمدادات الغاز من روسيا إلى ألمانيا حالياً بنسبة 20% من المستويات العادية.
مشكلة في قطارات البضائع
وازدادت ضرورة نقل الطاقة بواسطة قطارات البضائع بسبب انخفاض مستويات الأنهار، لا سيما في أكبر ممر مائي، نهر الراين، حيث تعطلت حركة المرور في الأسابيع الأخيرة.
والقطارات التي تحمل معدات عسكرية هي وحدها التي تحمل أولوية على القطارات التي توفر الكهرباء. وتقدم ألمانيا إمدادات منتظمة من الأسلحة إلى أوكرانيا ولها دور مهم باعتبارها نقطة عبور للدول الأخرى التي تفعل الشيء نفسه.
ويعني النقص في قطارات البضائع في جميع أنحاء العالم أنه من المقرر إعادة الطُرز القديمة التي خرجت من الخدمة إلى العمل. ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى ارتفاع مستويات الصوت؛ ما يتعارض مؤقتاً مع المراسيم المتعلقة بالحماية من الضوضاء، وفقاً لما قاله المسؤولون.
ونُصِح ركاب القطارات بتوقع تعطل واسع النطاق للخدمات في الأشهر المقبلة، فإضافة إلى الظروف الفوضوية التي شوهدت بالفعل على العديد من طرق القطارات خلال فصلي الربيع والصيف، صار التأخير وإلغاء القطارات ونقص السائقين والمهندسين الوضع الطبيعي أكثر منها استثناءات؛ ما أثار عدداً قياسياً من شكاوى الركاب.