حرية – (5/9/2022)
قال الجيش الإسرائيلي في ختام تحقيقاته بملابسات مقتل الصحفية، شيرين أبو عاقلة، إن هناك “احتمالا كبيرا أن أحد جنوده هو الذي أطلق النار عليها ولكن لا يمكن تأكيد ذلك”.
وأوضح مصدر رفيع في الجيش الإسرائيلي أنه بعد فحص الطلقة التي تلقاها الجانب الإسرائيلي من الجانب الأميركي بعد أيام على وقوع الحادثة لم يتم العثور على أدلة قاطعة بأن الرصاصة أطلقت من سلاح أحد الجنود الإسرائيليين، مشيرا إلى وجود محتمل لمسلحين فلسطينيين في المكان.
وأضاف المصدر ذاته أنه تم إجراء تحقيقين من قبل قائد المنطقة الوسطى الجنرال، يهودا فوكس، وقائد وحدة الكوماندوز وعرضت استنتاجاتهما على رئيس الأركان الجنرال، أفيف كوخافي، الذي طلب استيضاح بعض النقاط ومن ثم عرضت عليه الاستنتاجات مرة أخرى وكذلك على النيابة العسكرية الإسرائيلية التي لم تجد أي سبب لفتح تحقيق جنائي عسكري في ملابسات الحادثة.
وتابع “تم خلال التحقيق تحديد مكان إطلاق النار باتجاه شيرين وهو المكان الذي كان يوجد فيه جنود من الجيش الإسرائيلي وكذلك مسلحون فلسطينيون محتملون”.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن الجندي الذي أطلق النار أوضح “إلى أين أطلق النار وعلى من أطلق النار، والجندي لم يقصد إصابة صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة أو أي صحفية أخرى وكان له تشخيص خاطئ وهو يأسف على ذلك ولم يفعل ذلك بصورة مقصودة وهذا واضح للغاية”.
وتابع قائلا “خلال التحقيق تم فحص عدة معطيات بما في ذلك أصوات إطلاق النار والتضاريس، كما تم رسم خريطة تشمل وجود كافة الجنود في الميدان. الجيش الإسرائيلي توجه من اليوم الأول إلى السلطة الفلسطينية من أجل وضع خريطة – سويا – لأماكن وجود كل الأشخاص الذين كانوا في المكان حسبما هو متبع بين الطرفين في كل حادثة جنائية تقع في داخل الأراضي الفلسطينية ويكون إسرائيليون وفلسطينيون ضالعين فيها، بيد أن الجانب الفلسطيني رفض ذلك”.
وأضاف “يشمل التحقيق الإسرائيلي استنتاجات إضافية وهي أنه لم يتم العثور على أي خطأ في تعليمات إطلاق النار التي يعمل بموجبها الجنود وأنه لا يوجد أي احتمال بأنهم أطلقوا النار على صحفي أو شخص غير ضالع بالأعمال العدائية بصورة متعمدة”.
وأعرب المسؤول الإسرائيلي عن أسفه لمقتل شيرين أبو عاقلة مؤكدا أن الجيش يعمل بحسب مبادئ صارمة ويحافظ على حرية الصحافة.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية الجنرال آفيف كوخافي إن “مقتل شيرين أبو عاقلة هو حدث مؤسف”.
وتابع: “وقعت الحادثة أثناء نشاط عسكري لإحباط الإرهاب الفلسطيني الذي يريد المساس بمواطني دولة إسرائيل. المراسلة كانت موجودة في ساحة مهددة بالخطر، وفي ذروة معركة استمرت إلى ما يقارب الساعة، خلالها عمد مسلحون فلسطينيون إلى إطلاق النار بشكل مكثف تجاه جنود الجيش الإسرائيلي معرضين حياتهم للخطر”.
وأكد أن “الجيش الإسرائيلي يعمل في مناطق معقدة في الضفة الغربية يوميا، مثبتا مستوى عال من المهنية والأخلاقية، مع العمل على عدم المس بالأبرياء. يبذل الجيش الإسرائيلي جهودًا جبارة من أجل ذلك، وضمنها فسح المجال لتغطية إعلامية وحرية الصحافة”.
وأضاف: “يختبئ المخربون الفلسطينيون في قلب الأحياء السكنية، وفي أحيان كثيرة ينشطون برعاية السكان الفلسطينيين ويعرضونهم إلى الخطر بشكل مستمر. وهذا يعد تحديا لقوات الجيش الإسرائيلي، لكن واجبنا المهني والأخلاقي هو النيل من الإرهاب وإحباطه في كل مكان، وواجبنا أيضًا تحقيق أهدافنا – الدفاع عن دولة إسرائيل ومواطنيها”.