حرية – (27/7/2024)
أعلنت منظمة التربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” إدراج دير القديس هيلاريون في قطاع غزة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر،عملاً باتفاقية لاهاي لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، في ظل الحرب الدائرة في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول والتي دمّرت أكثر من 100 معلم تراثي وأثري فلسطيني بشكل كلي أو جزئي.
اعتمدت اليونسكو قرارا بإدراج دير القديس هيلاريون في غزة، أو “تل أم عامر”، على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر. ورحبت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بهذا القرار، حيث أعلنت أنه “تم إدراج الموقع وفق المعايير الثاني والثالث والسادس للتراث العالمي وبإجماع أعضاء لجنة التراث العالمي البالغ عددهم 19 دولة من أصل 21…”.
وأوضحت الوزارة أن هذا الدير الذي يطلق عليه أيضاً اسم “تل أم عامر”، استمر في الاستخدام والتطور حتى القرن الثامن ميلادي، حيث يظهر على لوحة فسيفساء مادبا الأثرية الشهيرة من القرن السادس باسم “طاباتا”.
وبحسب بيان سابق للوزارة، فإن دير القديس هيلاريون، الذي يعود إلى العهد البيزنطي، يعد من أكبر الأديرة في فلسطين من حيث المساحة والتصميم وأقدمها في الشرق الأوسط، حيث يتكون من 5 أجزاء معمارية، الأول يضم غرف بأرضيات فسيفسائية، والثاني يتمثل بالكنيسة، والثالث هو الديماس (وهو مبنى تحت الأرض على شكل صليب)، والرابع يضم حوض التعميد والصالات المؤدية له، والخامس هو منطقة الحمامات.
دير القديس هيلاريون كان مركزا مهماً للتجارة بين آسيا وأفريقيا في القرون الأولى ميلادية
ويقع دير القديس هيلاريون في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، على بعد حوالي 10 كم جنوب مدينة غزة، على تقاطع طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا، ما جعله مركزًا للتبادل الديني والثقافي والاقتصادي في القرون الأولى ميلادية.
كما عثر داخل موقع الدير، خلال عمليات حفر أثرية، على قبور وقطع فخارية ونقدية بعضها يعود للقرنين الأول والثاني الهجري.
اليونسكو تدرج دير القديس هيلاريون سادس موقع تراث عالمي فلسطيني
أدرج دير القديس هيلاريوس وسط غزة كسادس موقع تراث عالمي فلسطيني على قائمة اليونسكو وكأحد أهم وأقدم الأديرة التي ساهمت في تأسيس وانتشار الرهبانية المسيحية في فلسطين والشرق الأوسط التي خلدت اسم القديس هيلاريون كمؤسس لهذه الرهبنة، وكبصمة مهمة لمساهمات فلسطين الاستثنائية في تطور تاريخ البشرية بقيم عالمية فريدة من نوعها، كما ذكرت مجلة القدس العربي.
بالإضافة إلى إدراج دير القديس هيلاريوس على لائحة اليونسكو كسادس 6 موقع تراث عالمي فلسطيني، تضمّ هذه اللائحة خمسة مواقع أخرى هي: القدس القديمة وأسوارها (1981)، كنيسة المهد وطريق الحجاج في بيت لحم حيث مكان ولادة السيد المسيح (2012)، بلد الزيتون والكرمة، وهو منظر ثقافي في جنوب القدس- بيتر (2014)، بلدة الخليل القديمة (2017)، وموقع تل السلطان الأثري في أريحا القديمة (2023).
ومنذ بدء القصف الإسرائيلي على القطاع، تعرضت الكثير من المواقع الأثرية التي تتوزع على الحقب الكنعانية والفينيقية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، للتدمير الكامل أو شبه الكلي. ومن أبرز تلك المعالم ميناء الأنثيدون، وكنيسة جباليا البيزنطية، والمقبرة البيزنطية، ودير القديس هيلاريون، وتل السكن، وتل المنطار التاريخي، ومقام الخضر، وتل العجول، وتل رفح الأثري (تل زعرب)، والمسجد العمري، وكنيسة القديس برفيروس، ومسجد السيد هاشم، وبيت السقا، وغيرها الكثير.