حرية – (27/7/2024)
بعرض مذهل غير مسبوق على نهر السين شارك فيه 6800 رياضي من 205 دول أمام معالم تاريخية في العاصمة الفرنسية، افتُتح أولمبياد باريس 2024 رسمياً الجمعة، رغم هطول الأمطار وتعرّض شبكة القطارات لعملية تخريب.
امتزجت الأغاني والموسيقى وعروض الأزياء والمفرقعات النارية مع قوارب وعبّارات نقلت الرياضيين، فتحوّلت “مدينة النور” إلى مسرح مفتوح بلّلته الأمطار المفاجئة.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجملة البروتوكولية تحت الأمطار أمام برج إيفل “أعلن افتتاح دورة الألعاب الثالثة والثلاثين للألعاب الحديثة”، وذلك بعد 100 عام على استضافة باريس الألعاب للمرة الثانية.
للمرّة الأولى في التاريخ، أقيم حفل الافتتاح خارج الملعب الرئيس، شاهده 320 ألف متفرّج من مدرّجات بُنيت خصيصاً على ضفاف النهر، ونحو 200 ألف من على شرفات المباني المجاورة.
وكما تجري التقاليد، ضمّ القارب الأوّل بعثة اليونان التي تعتبر مهد الألعاب الحديثة واستضافت نسختها الأولى في 1896، قبل أن تتبعه قوارب الوفود الأخرى في احتفال مهيب افتتحته نجمة البوب الأميركية الشهيرة ليدي غاغا.
اختُتم بعد أربع ساعات بإيقاد المرجل الأولمبي الذي حلق عبر منطاد فوق وسط المدينة، عبر بطلة العاب القوى السابقة ماري-جوزيه بيريك والجودو الحالي تيدي رينر، على وقع الصوت الرائع والمؤثر للفنانة الكندية سيلين ديون التي تحدّت المرض.
صدح صوت المغنية الغائبة عن الحفلات منذ 2020، بأغنية “L’hymne a l’amour” (“نشيد الحب”) لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل. وتعاني ديون من مرض نادر يُعرف باسم متلازمة الشخص المتيبّس، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية لا علاج شاف له.
ليدي غاغا وناكامورا
وكانت ليدي غاغا أدّت أغنية “مون تروك أن بلوم” (“Mon truc en plumes”) لزيزي جانمير، أحد الأعمال الشهيرة في المسرح الاستعراضي الفرنسي.
كما قدّمت الفرنسية-المالية آية ناكامورا، المغنية الناطقة بالفرنسية الأكثر استماعاً في العالم، عرضاً غنائياً ارتدت خلاله ملابس باللون الذهبي، بعدما أثارت أنباء هذه المشاركة التي بدأت تتردّد منذ الربيع استياء لدى أوساط اليمين المتطرّف الفرنسي.
الساعة السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (17:30 ت غ)، بدأ الحفل بمقطع فيديو للكوميدي جمال دبوز في ملعب استاد دو فرانس يمرّر الشعلة لنجم كرة القدم السابق زين الدين زيدان الذي سلّمها في مترو الانفاق لثلاثة أطفال يظهرون مجدّداً على نهر السين تم إرشادهم بعد ذلك من جانب رجل مقنّع غامض مرّر بعد ذلك الشعلة وصولاً إلى وجهة المرجل النهائية.
بدأ بعدها العرض النهري من جسر أوسترليتز إلى تروكاديرو، بحضور الرئيس ماكرون وإلى جانبه رئيس اللجنة الأولمبية الألماني توماس باخ.
وعمل مخرج العرض توما جولي منذ 18 شهراً على العرض، مركّزاً على الإرث الفرنسي، ومسوّقاً للتنوّع والمساواة بين الجنسين والتاريخ الفرنسي.
وسُلّط الضوء على مجتمع المثليين من خلال قبلة رجلين أو رجال يرتدون ملابس نسائية، من ضمن 12 لوحة نفذها ألفا فنان (راقص وموسيقي وكوميدي وأكروباتي) على ضفاف النهر ومعالم بينها كاتدرائية نوتردام التي أتى حريق ضخم عام 2019 على أجزاء واسعة منها، وكان لورشة ترميمها حضور في إحدى فقرات الحفل.
وشارك في حمل الشعلة نجوم سابقون وحاليون على غرار زين الدين زيدان، الإسباني رافايل نادال، الأميركيين كارل لويس وسيرينا وليامس والرومانية ناديا كومانتشي.
ويشارك في الدورة 10500 رياضي بالتساوي بين الرجال والسيدات، بعد ثلاث سنوات من أولمبياد طوكيو الذي أقيم بدون جماهير، بسبب جائحة كوفيد-19.
أثار العرض عدّة تساؤلات وتقلّبات، منذ نشوء فكرة ترك موقع الملعب “الآمن” لمصلحة زرع المدرّجات على ضفاف النهر. وتراجع العدد الأساسي المقترح تدريجاً ليصبح 320 ألف متفرّج، 220 ألفاً منهم على ضفاف النهر مجاناً و100 ألف ببطاقة مدفوعة بالقرب من النهر.
وتريد فرنسا تعزيز صورتها من خلال هذه الألعاب، عبر استضافة نحو مئة رئيس دولة أو حكومة، لمواصلة نشاط دبلوماسي مكثّف بينما تشتعل الصراعات في أوكرانيا وغزّة، مروراً بالسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية.
إليكم هذه الصور الجميلة من حفل الافتتاح: