حرية – (20/7/2022)
إضافة إلى كونه مشكلة صحية يشكل هذا الاضطراب النفسي ظاهرة تسبق السكتات وفق دراسة حديثة
الزيادات الطفيفة في أعراض الاكتئاب ربما تمثل إشارة تنذر بأن السكتة الدماغية على وشك الحدوث
تبين أن البعض ممن أصيبوا بسكتة دماغية ربما كابدوا أعراضاً متزايدة من الاكتئاب في السنوات التي سبقت مواجهتهم هذه الحادثة، وفق بحث صدرت نتائجه حديثاً.
يقول علماء إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الزيادات الطفيفة في أعراض الاكتئاب ربما تمثل إشارة تنذر بأن السكتة الدماغية على وشك الحدوث.
في حين يشكل الاكتئاب مشكلة شائعة في صفوف الأشخاص الذين أصيبوا فعلاً بسكتة دماغية، تشير الدراسة إلى أن هذا الاضطراب النفسي لا يطرأ فحسب بعد الإصابة بهذه السكتة، بل أيضاً في المرحلة التي تسبقها.
وقالت الباحثة في الدراسة ماريا بلوخل، من “جامعة مونستر” في ألمانيا إن “الاكتئاب إحدى أكثر المشكلات إلحاحاً وشيوعاً لدى من أصيبوا بسكتة دماغية، ويشار إليه باسم اكتئاب ما بعد السكتة الدماغية. ولكن فضلاً عن أن أعراضه تزداد بشكل واضح بعد السكتة الدماغية، وجدت دراستنا أن المرضى قد أصيبوا سلفاً ببعض هذه الأعراض قبل مواجهتهم السكتة الدماغية”.
تابع الباحثون 10 آلاف و797 راشداً يبلغ متوسط عمرهم 65 سنة، وليس لديهم تاريخ مع الإصابة بسكتة دماغية في بداية الدراسة.
استمرت المتابعة حتى 12 عاماً، وخلال تلك الفترة، أصيب 425 شخصاً بسكتة دماغية.
ثم عقد الباحثون مقارنة بين هؤلاء من جهة، وبين أربعة آلاف و249 شخصاً لم يصابوا بسكتة دماغية، من جهة أخرى.
سُئل المشاركون كل سنتين عما إذا كانوا واجهوا أياً من أعراض الاكتئاب في الأسبوع الذي سبق زمن المقابلة، بما في ذلك الشعور بالبؤس، والوحدة، والحزن، وبأن إنجاز أي عمل يشكل مجهوداً، وما إذا عانوا اضطرابات في النوم.
المشاركون الذين كابدوا أعراضاً أكثر سجلوا نقاطاً أعلى. وفي النتيجة، وجدت الدراسة أنه قبل ست سنوات من تاريخ حدوث السكتة الدماغية، حصل من أصيبوا بسكتة دماغية ومن لم يصابوا بها على نقاط مماثلة.
ولكن مع ذلك، قبل حوالى سنتين من حدوث السكتة الدماغية، أخذت تزداد نقاط [عوارض] الأشخاص الذين أصيبوا بها لاحقاً.
وبعد حدوث السكتة الدماغية، ازدادت أعراض الاكتئاب وبقيت مرتفعة طوال عقد من الزمن بعد السكتة الدماغية.
في المقابل، بقيت النقاط التي سجلها الأشخاص الذين لم يصابوا بجلطة دماغية على حالها تقريباً طوال فترة الدراسة.
وفق الدراسة، في التقييم الذي سبق السكتة الدماغية، استوفى 29 في المئة ممن كانوا على وشك الإصابة بسكتة دماغية معايير مكابدة اكتئاب محتمل، في مقابل 24 في المئة من الذين لم يصابوا بسكتة دماغية.
وجدت دراستنا أن أعراض الاكتئاب لا تزداد بعد السكتة الدماغية فحسب بل تظهر قبل حدوثها أيضاً
ماريا بلوخل، جامعة مونستر
ولكن عند الإصابة بالسكتة الدماغية، استوفى 34 في المئة من هؤلاء معايير مواجهة احتمال اكتئاب، في مقابل 2 في المئة ممن لم يصابوا بسكتة دماغية.
تشير النتيجة، وفق بلوخل “إلى أن زيادة أعراض الاكتئاب قبل السكتة الدماغية تبقى في الغالب تغييرات طفيفة، وربما لا تكتشف سريرياً في بعض الأحيان”.
ليس واضحاً ما إذا كان ممكناً استخدام التغييرات المزاجية التي تسبق السكتة الدماغية للتنبؤ بمن سيصاب بالسكتة الدماغية والحاجة تدعو إلى التحقق من الأسباب الكامنة وراء ظهور أعراض الاكتئاب قبل السكتة الدماغية في بحوث إضافية
ماريا بلوخل ، جامعة مونستر
“ولكن حتى الزيادات الطفيفة في أعراض الاكتئاب، خصوصاً المرتبطة منها بالحالة المزاجية والتعب، قد تكون إشارة إلى سكتة دماغية مقبلة”، قالت بلوخل.
وأضافت بلوخل أنه “ليس واضحاً ما إذا كان ممكناً استخدام هذه التغييرات التي تسبق السكتة الدماغية بغرض وضع توقعات تبين الأشخاص الذين سيصابون بسكتة دماغية.
أما “الأسباب الكامنة وراء ظهور أعراض الاكتئاب قبل السكتة الدماغية فتحتاج إلى التحقيق بشأنها في بحوث مستقبلية”، أضافت بلوخل.
وتبرز الدراسة أيضاً، كما أوضحت بلوخل، “الأسباب التي تدعو الأطباء إلى مراقبة أعراض الاكتئاب على المدى الطويل لدى الأشخاص الذين أصيبوا بسكتات دماغية.”
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “نيورولوجي” Neurology.