حرية – (14/8/2022)
خلصت دراسة حديثة إلى أنَّ تناول العنب قد تكون له منافع كبيرة على صحة الإنسان وإطالة عمره، خاصة إذا كان يرافقه الاعتماد على نظام غذائي غربي عالي الدهون، حسبما نقل موقع Healthline الأمريكي، الجمعة 12 أغسطس/آب 2022.
وتتزايد الأدلة العلمية على أن الاعتماد على الأنظمة الغذائية المشتقة من مصادر الغذاء الكاملة، مثل الفواكه والخضراوات وغيرها من الأطعمة غير المصنَّعة، له كثير من الفوائد والآثار الحسنة على صحة الإنسان.
فوائد تناول العنب
ويخلص البحث، الذي شاركت “لجنة كاليفورنيا للعنب” في تمويله ونشرته دورية Foods العلمية، إلى أن الاستعانة بكوبين من العنب يومياً يؤدي إلى تقليل تراكم الدهون في مرضى الكبد الدهني ممن يعتمدون على نظام غذائي غربي عالي الدهون، كما أنه أسهم في إطالة عمر الفئران المشاركة في التجارب ذات الصلة.
يمكن أن يؤدي تفاقم الإصابة بمرض الكبد الدهني إلى تليف الكبد، وسرطان الكبد في نهاية المطاف. لكن الدراسة المشار إليها تذهب إلى أن العنب قد يضطلع في حال إضافته إلى البرنامج الغذائي للمرضى، بدورٍ مهم في الحد من الإصابة بمرض الكبد وتجنب عواقبه المميتة.
زيادة العمر الافتراضي
بدوره، قال الدكتور جون بيزوتو، الباحث الرئيسي بالدراسة وأستاذ الصيدلة في كلية الصيدلة والعلوم الصحية بجامعة ويسترن نيو إنغلاند الأمريكية، إن بحثه يوضح كيف يمكن أن يساعد تناول العنب في موازنة بعض آثار النظام الغذائي الغربي عالي الدهون.
كما أوضح الدكتور بيزوتو لموقع Healthline الإلكتروني، إن الدراسة استنتجت أن العنب يُسهم “أولاً، في زيادة العمر الافتراضي، ما يشير إلى استجابة شاملة له في كامل الجسم. ثانياً، تحسين نظام الدفاع المضاد للأكسدة في الجسم. ثالثاً، كبح تراكم الدهون أو إبطاء وتيرته في المصابين بالكبد الدهني، ولذلك أهمية كبيرة إذا استدعينا أنّ تدهُّن الكبد يطال تأثيره نحو 25% من السكان في الولايات المتحدة وأن تفاقمه يؤدي إلى عواقب صحية شديدة السوء”.
وزعم بيزوتو أيضاً أن نتائج الدراسة تشير إلى أنَّ تناول العنب قد يعود بالفائدة على أي شخص يتناوله، مهما كان نوع النظام الغذائي الذي يعتمد عليه أو نمط الأكل الذي يتبعه.
يعزز العنب وظيفة الميكروبيوم
من جانبه، أوضح الدكتور جيفري إيدل، مدير معهد آرثر جي زوبكو للنظم الصيدلية وعلم الصيدلة الجيني التابع لجامعة نيو إنغلاند، أن العنب يعزز عمل ميكروبيوم الأمعاء المتعايش مع الإنسان، وقد كشف عن ذلك التأثير الواضح للعنب في عمل تلك الكائنات الحية الدقيقة في فئران التجارب.
ومع أن إضافة العنب إلى النظام الغذائي قد تزيل بعض الأضرار الناجمة عن أنظمة الغذاء الغربية عالية الدهون، فإن الخبراء ينصحون بتجنب أنظمة الغذاء عالية الدهون في العموم.
العنب لا يمكنه مواجهة الأضرار الناجمة عن النظام الغذائي بمفرده
فيما قالت الدكتورة دانا إليس هونيس، اختصاصية التغذية الإكلينيكية والأستاذة المساعدة في كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، إن “العنب وإن كان يحتوي على مركب الريسفيراترول النباتي المضاد للأكسدة والمفيد للصحة، فإنَّ تناول كوبين من العنب [يومياً] لا يمكن الزعم بأنه وحده قادر على إبطال الأضرار الناجمة عن النظام الغذائي الغربي عالي الدهون أو الغني بالبروتين الحيواني”.
كما أشارت هونيس إلى أنه غالباً ما يصعب جمع القدر الكافي من الملاحظات لرصد الآثار الطارئة على الحالة الصحية خلال دراسات التغذية التي تُجرى على مُدَد زمنية قصيرة، لا سيما في الدراسات التي تُجرى على الحيوانات.تخلص دراسة علمية نُشرت نتائجها في عام 2020، إلى أن النظام الغذائي الغربي عالي الدهون سبب أساسي في انتشار مرض الكبد الدهني في البلدان المتقدمة، مثل الولايات المتحدة، التي تصل نسبة الإصابة بهذا المرض فيها إلى ربع السكان. ويوصي معظم خبراء الصحة باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، لتقليل الأضرار الناجمة عن أنماط الأكل الغربية.